شهدت مدرسة المرشدية المتوسطة والثانوية بمحافظة الجموم أمس يومًا حزينًا لفراق 5 من زملائهم المتميزين الذين وافتهم المنية أمس الأول في حادث وقع نتيجة اصطدام سيارتهم مع شاحنة على الطريق الذي يربط القرية بخط جدة القديم. وكان مشهد الحضور في الطابور الصباحي مؤثرًا، حيث ذرفت دموع المعلمين والطلاب بعد علمهم بنبأ وفاة زملائهم الخمسة الذين كانت لهم بصمات واضحة في دعم الأنشطة الدراسية، وترك الطلاب الخمسة الذين كانوا يدرسون في فصل واحد بجانب بعضهم زملاءهم في حزن حتى عجزوا أن يتحدثوا عنهم وكشفت جولة (المدينة) على قرية المرشدية أمس عن الحزن والأسى العميق الذي يعيشه الأهالي بسبب فراق خمسة من فلذات أكبادهم، وأجمعوا أن القرية افتقدت أجمل زهورها المتميزين بدماثة الخلق وحب الجد والمثابرة في التعليم، وعندما دخلنا فصل الطلاب الخمسة وجدنا الحزن مخيمًا على الجميع، بعض زملائهم أخرجوا كتبًا ودفاتر المفقودين التي أصبحت أثرًا وذكرى فقط، وحاولنا التحدث مع بعضهم ولكنهم اكتفوا بالإشارة إلى مقاعدهم الدراسية داخل الفصل وقال مدير مدرسة المرشدية الابتدائية والمتوسطة مشهور عبدالملك البركاتي: إن المدرسة عاشت أمس حدثًا مؤلمًا ويومًا حزينًا ولا نقول إلا ما يرضي الله وكل شيء عنده بمقدار. ونقل تعازي أسرة المدرسة لأسرة الأبناء المتوفين، وأضاف في بداية صباح يوم أمس بدا التأثر الواضح على جميع المعلمين والطلاب، وقام مدير مكتب التربية والتعليم بشمال مكة أمس بزيارة للمدرسة ووجه بعض الكلمات المؤثرة والتقى زملاء المفقودين وذرفت دموع المعلمين والطلاب لفقدان هؤلاء الأبناء المتميزين، وتم تبادل التعازي بين المعلمين والطلاب وأقارب المتوفين في الطابور الصباحي. وأضاف كان المتوفون جميعهم في فصل واحد وتربطهم صداقة حميمة، وتوافقت هذه الصداقة مع تميزهم في الدراسة والنشاط المدرسي، وبإجماع المعلمين فإنهم من أفضل الطلاب أدبًا وعلمًا ومشاركة في جماعة التوعية والرحلات المدرسة، والمشاركات الخارجية في مسابقات تحفيظ القرآن الكريم وكشف البركاتي أن المدرسة تحرص على بث الوعي المروري بين الطلاب في الطابور الصباحي والمناسبات المختلفة ولكن ما حدث قضاء وقدر من الله، وكشف مدير المدرسة أن الطالب الذي كان يقود السيارة تسلمها من ولي أمره قبل أسبوع فقط . طلاب متميزون وقال وكيل المرحلة المتوسطة بمدرسة المرشدية مشعان محمد الرويس: الطلاب الخمسة المتوفون من أفضل وأوائل الطلاب خلقًا وعلمًا وسلوكًا، وقد فقدنا أولادنا وليس طلابنا في المدرسة وتركوا فراغًا كبيرًا، ولا نقول إلا كما قال الصابرون: (إنا لله وإنا إليه راجعون) وأضاف كان للطلاب الخمسة المتوفين مشاركة فاعلة في النشاط المدرسي بمختلف مستوياته وقد حصل الطالب محمد سامي البركاتي على المركز الأول في العام الدراسي الماضي على مستوى فصله وصفه، وتحدث المعلم طارق محمد حياة كشميري، فقال الطلاب الخمسة المتوفين كان من أميز الطلاب عندي في النشاط المدرسي والرياضي، وكانوا يشاركون في الحفل المسرحي والأناشيد مع بعضهم، كما كانوا مبتسمين دائمًا حتى عندما تعاقبهم، وكان تركي الجهني من أفضل الطلاب في الأنشطة الرياضية، وقد درسته في المرحلة الابتدائية مدة ثلاث سنوات وحاليًا في المتوسطة سنتين، وكان دائمًا يحصل على أفضل لاعب في كرة القدم، أما محمد سامي كان من المتميزين دراسيًا وأي نشاط كان يشارك فيه، وكنت آمل أن يكون محمد سامي وتركي الجهني وعبدالرحمن مرزوق من نجوم الوحدة، وقد سجل تركي بالفعل في نادي الوحدة لمدة عامين لكن ظروف المواصلات حالت دون استمراره، وكنت أنوى اصطحابهم لمركز الموهوبين في قطاع إدارة التربية والتعليم هذا العام لكن قدر الله سبق كل شيء، ونسأل الله لهم الرحمة والمغفرة، وأن يسكنهم فسيح جناته ويرزق والديهم الصبر والسلوان، ويرزقنا نحن الصبر على فراقهم، وقال: إن الطابور الصباحي في مدرسة المرشدية كان حزينًا أمس حتى أن بعض المدرسين دخلوا الفصل ثم خرجوا والدموع في أعينهم ؛ لأننا اعتدنا رؤية هؤلاء المتميزين يوميًا في المدرسة وقال المعلم فهد الزهراني: لا شك أننا نعيش يومًا حزينًا داخل المدرسة بسبب فقد هؤلاء الأبناء المتميزين. والتقينا عددًا من الطلاب داخل الفصل الذين أشاروا إلى مقاعد المفقودين وهم في غاية التأثر، وعبر الطلاب أيمن البركاتي ومعتز الدويش وفيصل البشري ومصعب الأنصاري عن حزنهم العميق لفراق زملائهم، سائلين لهم الرحمة والمغفرة، وأن يجمعهم الله في جنات النعيم.