مرة أخرى ، وكعادتها في استفزاز وتحدي المجتمع الدولي- استبقت إسرائيل موعد اجتماع اللجنة الرباعية الدولية المقرر اليوم في بروكسل بالمصادقة على إقامة 300 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة بسغات زئيف رغم أن العاصفة الدولية التي نجمت عن المصادقة على إقامة 1100 وحدة سكنية في مستوطنة غيلو جنوبي القدسالشرقية قبل أسبوعين لم تهدأ بعد، بما طرح السؤال : ما جدوى تلك الاجتماعات التي تتم في ظل استمرار البناء الإسرائيلي الاستيطاني؟ .. وكيف يمكن استئناف المفاوضات حول الحدود والقدس وإسرائيل تقضم المزيد من الأراضي الفلسطينية مع فجر كل يوم جديد ، حتى لم يعد يتبقى من نسبة ال 22% من الأراضي الفلسطينية المفترض أن تقوم عليها الدولة الفلسطينية المرتقبة إلا 10% فقط من تلك الأراضي التي يتم ابتلاعها من خلال حمّى الاستيطان واستمرار بناء الجدار الفاصل الذي يقطع أوصال مدن وقرى الضفة الغربيةوالقدسالشرقية ، ويحول دون التواصل الجغرافي والإنساني بين الأهالي ، ويحول بينهم وبين مزارعهم ومدارسهم ومقار أعمالهم!. بالطبع ليس بوسع أحد التوقع بأن يسفر اجتماع اللجنة الرباعية اليوم عن شيء يذكر ، حيث تدل كافة المؤشرات على أنه سيلاقي نفس مصير الاجتماع السابق الذي صدر عنه بيان يكتنفه الغموض ، ولا يدعو إسرائيل بلهجة صارمة لوقف الاستيطان باعتباره الشرط الأساس للمفاوض الفلسطيني لاستئناف عملية السلام ، وهو ما لا يبدو ممكنًا حتى الآن في ظل تصريح رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو للمستشارة الألمانية ميركل مؤخرًا بأنه لم يوقف الاستيطان ولن يعود إلى حدود 1967. من هنا فإن دخول الفلسطينيين كما يقول الباحث اليهودي ألون مائير في أي مفاوضات بدون تجميد الاستيطان يعني لأي زعيم فلسطيني انتحاراً سياسياً. وحيث أنّ عددًا متزايدًا من الفلسطينيين يشككون في قدرة المفاوضات بالفعل على التوصل لدولة فلسطينية «لأن السعي وراء حلّ وسط في قضية تتناقض مع فكرة قيام دولتهم قد أصبح من المستحيلات السياسية» ، وهو ما يعني أن أي دعوة للمفاوضات سواءً من قبل الرباعية أو غيرها لا يمكن أن تكون مجدية إلا إذا اقترنت بموقف دولي حازم يضع حدًا للانتهاك الإسرائيلي السافر للقانون الدولي والتنكر لحقوق الفلسطينيين .