مازالت اسعار مواد البناء والادوات الكهربائية ومستلزمات السباكة تواصل ارتفاعها وتوقف الكثير من المواطنين عن استكمال بناء منازلهم ريثما تنخفض اسعار مواد البناء،ولكن يبدو ان انتظارهم سيطول .. وربما لايتحقق ما ينتظرونه ..ولا تنخفض الاسعار كما يحلمون .. وبالتالى اجبرتهم هذه الزيادات على تغيير خارطة البيت والتنازل عن الكثير من المزايا التي كان يحلمون بها في بيت العمر.ولم تقتصر الشكوى على المواطنين فقط بل امتدت الى المقاولين الذين باتوا هم ايضا يتخوّفون من الدخول فى مشاريع جديدة خشية الارتفاعات المفاجئة فى الاسعار والتى ينجم عنها حصد خسائر طائلة فى نهاية العملية « المشروع « بعد الانتهاء من تنفيذه خاصة بعدما ألغت وزارة المالية الحق فى المطالبة بفارق الاسعار - فى حالة ارتفاعها كما كان في السابق..وهكذا يظل الوضع القائم فى قطاع العقار ..حالة من الانتظار والترقب بين كلا الطرفين. ارتفاعات باهظة فى البداية يؤكد المواطن ضيف الله الزهراني : لقد توقف كثير من المواطنين الذين اعرفهم عن مواصلة بناء مساكنهم نتيجة عدم مقدرتهم على تحمل الأسعار الجديدة التي باتت تعادل ضعف التكاليف السابقة.. فضلا عن أجور العمال التي تضاعفت أيضًا مواكبة لموجة الارتفاعات!!. ويشير إلى أن هناك ارتفاعات باهظة طالت مواد كهربائية ومواد سباكة ولم يكن المواطن وحده من تأثر بارتفاع مواد البناء فحسب بل طال المقاولين الذين أصبحوا غير قادرين على الوفاء بها في ظل الارتفاعات المتلاحقة في مواد البناء التي أدت إلى إحداث ربكة في حساباتهم من جهة ومن جهة أخرى خسائر لم تكن في الحسبان.. في وقت يصعب تعويض خسائرهم من المواطن الذي لا تقل معاناته عن معاناتهم. ويقول المواطن سعيد الكناني في ظل ما تشهده الأسعار بصفة عامة ومواد البناء بصفة خاصة من ارتفاعات متتالية - وفي ظل تأخر قروض صندوق التنمية العقاري التي لم تعد تكفي لبناء دور واحد - أصبح المواطن أمام حقيقة دامغة وهي عدم مقدرته على الخروج من دائرة الإيجارات . ويقول عبدالرحمن الحسني: إن تجار مواد البناء يبررون ارتفاع الأسعار بارتفاعها من خارج المملكة بالرغم من أن الكثير منها صناعة محلية فكيف ترتفع أسعارها. ويشير خميس عطية وغرم الزهراني إلى أن ما كان يباع في السابق بسعر 100 ريال أصبح اليوم يباع بسعر يتراوح من 250 الى 300 ريال لاسيما الأدوات الكهربائية والصحية ناهيك عن مواد البناء الأساسية والتي ارتفعت أسعارها بشكل غير مسبوق. واكدوا أن الارتفاعات في أسعار مواد البناء أجبرتهم على تغيير خارطة البيت والتنازل عن الكثير من المزايا التي كان يحلمون بها في بيت العمر. ويقول عائض الكناني: إن اصحاب الدخل المحدود باتوا عاجزين عن بناء منزل صغير وسط هذه الأجواء الملتهبة في الأسعار لاسيما الأراضي ومواد البناء و تأخر الكثير من المواطنين عن إكمال منازلهم بسبب الارتفاعات الكبيرة في الأسعار التي شملت كل شيء. التوقف عن البناء ويؤكد علي الغامدي ( مقاول ) ان كثيرا من المواطنين توقفوا عن البناء بسبب الارتفاعات التي طالت الأدوات الكهربائية والصحية و شملت جميع مواد البناء ولم يعد في يد المواطن سوى البقاء على الايجارات مشيرا الى ان السماح بزيادة الأدوار دليل على ارتفاع الأسعار فالمواطن لم يعد يستطيع بناء منزل صغير بسبب ارتفاع الأسعار. ويرجع أحد تجار المواد الكهربائية - فضل عدم ذكر اسمه - اسباب ارتفاع الأسعار الى زيادة معدل الاستهلاك العالمي.. وارتفاع سعر المواد الخام التي يتم استيرادها من دول أوروبا و مستلزمات الإنتاج والخردة إلا أن المستهلكين والمقاولين لا يؤمنون بهذه المبررات ويعتبرونها مبررات لا أساس لها من الصحة فيما يرى عبدالعزيز عطية أن الارتفاع هو السائد في السوق فأسعار الأدوات الكهربائية مرتفعة وكذلك المواد البلاستيكية وغيرها من مواد البناء، وأتمنى من الجهات المسؤولة التدخل لوضع حد لهذا الارتفاع والتعامل مع المستهلك بكل شفافية وتوضيح الأسباب. الخوف من الارتفاع ويعترف حمدان سعد الحمدان رئيس المقاولين بالغرفة التجارية بمنطقة الباحة بأن جميع أسعار مواد البناء ارتفعت وهذا الارتفاع أضرّ بالمستهلك والمواطنين. ويقول : ان المقاولين يتخوفون من الدخول في مشاريع جديدة خوفا من زيادة الاسعار المفاجئة كما ان وزارة المالية الزمت المقاولين بالعمل بدون المطالبة بفارق الاسعار كما كان في السابق وهذا القرار سيعطّل المشاريع وخصوصا ان زيادة الاسعار مرتفعة وواضحة وملموسة.