اعترضت روسيا والصين أمس الأول، بحق النقض (الفيتو) على مشروع قرار صاغته أوروبا في مجلس الأمن الدولي يدين سوريا ويلمح إلى أنها قد تواجه عقوبات اذا واصلت حملتها على المحتجين. وفيما اعتبرت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار الاسد أمس ان الاممالمتحدة شهدت أمس الأول «يوما تاريخيا» لنقض موسكووبكين مشروع القرار الأوروبي، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أمس الأربعاء إن تركيا ستفرض عقوبات من جانبها على سوريا. يأتي ذلك، فيما اعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيش أمس ان روسيا ستستقبل وفدا للمعارضة من المجلس الوطني وآخر لمعارضة الداخل في وزارة الخارجية خلال اكتوبر الجاري. وقال دبلوماسيون غربيون ان قرار موسكووبكين باستخدام حقهما في النقض قد يشير إلى ان مجلس الأمن قد يشهد حالة جمود طويلة الأجل في قضايا متصلة بالشرق الاوسط وشمال افريقيا وكذلك الحركات المطالبة بالديمقراطية او ما يعرف بالربيع العربي في المنطقة. ولقي مشروع القرار تأييد تسعة اصوات وامتنع عن التصويت عليه أربعة أعضاء هم البرازيل والهند ولبنان وجنوب افريقيا. ولم ترفضه سوى روسيا والصين. وكانت فرنسا قامت بصياغة مشروع القرار بالتعاون مع بريطانيا والمانيا والبرتغال. واعلنت بكين امس ان صدور قرار عن الاممالمتحدة «لن يحسن» الوضع في سوريا. واعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ما زاوتشو في بيان ان «بعض الدول قدمت مشروع قرار للضغط بطريقة عمياء على سوريا وتهديدها حتى بعقوبات. وهذا لن يساعد على تحسين الوضع» في هذا البلد. وقال السفير الفرنسي لدى الأممالمتحدة جيرار آرود للمجلس «لا يساورنا اليوم شك في معنى استخدام حق النقض (الفيتو) لرفض هذا النص. الأمر لا يتعلق بالصياغة إنما هو خيار سياسي، إنه رفض لكل قرارات المجلس ضد سوريا». واضاف بقوله «هذا الفيتو لن يمنعنا. الفيتو لن يمنح السلطات السورية مطلق حرية التصرف». وقالت السفيرة الامريكية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس ان واشنطن غاضبة مما سماه دبلوماسيون «الفيتو المزدوج» لموسكووبكين واضافت قولها انه حان الوقت للمجلس ان يتبنى فرض «عقوبات صارمة موجهة» على دمشق. وقالت «الأزمة في سوريا ستبقى امام مجلس الامن ولن يهدأ لنا بال حتى ينهض هذا المجلس للاضطلاع بمسؤولياته». وقال السفير البريطاني مارك ليال جرانت انه ايضا يشعر «بخيبة أمل شديدة» لرفض القرار. وقرأ في وقت لاحق بيانا مشتركا لبريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال يبلغ الصحفيين ان «من عرقلوا هذا القرار سيشعرون بتأنيب الضمير» وأنه «ضربة موجعة» لمن يناضلون من أجل الديمقراطية في سوريا. وقال السفير الروسي فيتالي تشوركين للمجلس ان استخدام موسكو حق النقض يعبر عن «تضارب المواقف السياسية» بين روسيا والاعضاء الأوروبيين لمجلس الامن.