تقدم الوقائع التاريخية دروسًا عظيمةً للحصيف واللبيب من الناس يستخلص منها العبرة والحكمة التي تشحذ العقل وتعمِّق الوعي والإدراك والفهم لمجريات الأمور ومناسبة اليوم الوطني التي نعيش ذكراها حاليًا تعيدنا لتاريخٍ حافلٍ بالأحداث والوقائع المهمة التي تحمل معاني جليلةً وساميةً ما أحرانا لتمثلها في حياتنا المعاصرة التي لفَّتها الفتن وتأليب النفوس وإثارة النزعات العدوانية من أناسٍ مغرضين هدفهم تفريق الشمل وتفكيك الوحدة الوطنية والتلاحم الوجداني بين القائد وشعبه. إن الملك عبدالعزيز يرحمه الله لم يكن ليحقق النصر الأسطوري ما لم يلتف حوله الشعب بولاءٍ وصدقٍ انتماءٍ وإيمانٍ بنبل قضيته وشرفها وسلامتها وما أحوجنا في هذا الوقت العصيب من حياة أمتنا أن نترسَّم هدي أسلافنا وأخلاقهم وسيرتهم ونقاء نفوسهم وذلك بمؤازرة ولاة أمرنا وعدم الإنصات أو الانصياع لما يزعمه الحاقدون ويفتريه المفترون ضدهم من أجل إثارة البغضاء والضغينة والغوغاء لتحقيق مآرب مكشوفة دافعها الحقد والحسد على ما تنعم به هذه البلاد من نعمٍ لا تتمتع بها سواها وما ذلك إلا لتطبيق شريعة الله فيها وإنه لمن واجبنا الإسلامي ومن حق وطننا علينا أن نحميه من الشرور وندفع عنه المكائد ونكون يدًا واحدةً ضد كل من يستهدف أمنه ووحدة شعبه عرفانًا منا بفضله علينا الذي مهما عملنا لن نوفَّيه إياه كيف لا؟ وحب الوطن من الإيمان وطاعة ولي الأمر في غير معصية الله من واجبات المسلم التي حث عليها دينه الحنيف الذي لا يأمر بشيءٍ إلا فيه خير البشر ولا ينهى عن شيءٍ إلا فيه شر البشر وكم نحن محتاجون لأن نعيش عمرنا كله أيامًا وطنيةً صادقة. وإن الاحتفال السنوي باليوم الوطني للمملكة احتفال يجدد مشاعر الولاء والانتماء للوطن ومليكه ويُذكِّر المواطن بالإنجازات الكبرى التي أنجزها صُنَّاع هذا الكيان الكبير بدءًا بالمؤسس وانتهاءً بنجله البار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله ويرعاه الذي أغدق على الوطن والمواطن منذ توليه مقاليد الحكم من فيض مكارمه وعطاياه ما عقد اللسان عن البيان الأمر الذي أجمع فيه المحللون الاقتصاديون على أن عهده عهد خيرٍ وبركةٍ على الوطن والمواطن ولا يسعنا المجال لسرد أوجه الدعم المالي الكبير الذي أولاه مختلف القطاعات التنموية في البلاد وتخفيف العبء المعيشي على المواطن مما يدل على إنسانية هذا الإنسان الكبير. ويجمع المختصون على أن المملكة تعيش مرحلة ازدهارٍ تنمويٍ متميزةٍ في مختلف قطاعاتها في عهده الميمون أدامه الله تجسيدًا لحبه وتقديره ووفائه لأبناء شعبه الذين يبادلونه الحب والتقدير والوفاء والولاء كيف لا؟ ومليكنا المفدى قد تبوأ منزلًا مرموقًا في نفوس الشعب وفقه الله وحقق على يديه وعلى يدي ولي عهده الأمين والنائب الثاني والحكومة الرشيدة كل خيرٍ ورخاءٍ وازدهار لوطننا وشعبنا الكريم. (*) شاعر وكاتب وإعلامي