عُقد اجتماع في فرنسا عام 586م يبحث شأن المرأة، وما إذا كانت تعد إنساناً..؟ بعد النقاش العميق.. قرر المجتمعون أن المرأة إنسان، ولكنها مخلوقة ل»خدمة الرجل»، في حين أن المرأة الإنجليزية حتى عام 1882م لم تكن لها حقوق شخصية بل كانت ذائبةً في أبيها أو زوجها، ولذلك فإن إلهام إيطاليا للنساء الأوروبيات الحصول على حقوقهن كان ثورةً حقيقية غيرت مفاهيم نهضة أوروبا بالكامل.. وقد كتب د. عبدالمنعم الجبري في كتابه «المرأة عبر التاريخ البشري»: إن الدول الإسلامية محتاجة إلى نهضةٍ إسلاميةٍ بيضاء، نهضة لا تتدخل فيها الأيدي الدنسة لعُبَّاد الشهوات وليست كذلك على الطريقة الأوروبية، والإسلام قدم للإنسانية نهضةً نسائية بيضاء على الظلم ومنح المرأة حرية استقلالها الفكري. مناسبة الحديث عن المرأة وحقوقها مرةً أخرى، إعلان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أحقية المرأة في المشاركة بمجلس الشورى كعضو اعتباراً من الدورة القادمة وفق الضوابط الشرعية، وموافقته كذلك على ترشيح المرأة نفسها لعضوية المجالس البلدية، وأن يكون لها الحق في المشاركة في ترشيح المرشحين بضوابط الشرع الحنيف. في هذا الإعلان -الذي أسعدنا جميعاً- حقق خادم الحرمين الشريفين خطوةً من الخطوات المهمة للنهضة النسائية البيضاء في المملكة العربية السعودية.. وبالتأكيد فإن الخطوات اللاحقة لن تكون أقل أهميةً، لأن إستراتيجية التغيير الصحيحة تبدأ بالتغيير من أعلى الهرم تدريجياً، وليس هدم الهرم بالكامل ومن ثم إعادة بناؤه. وكما هو معتاد، هناك من تهكَّم على عضوية المرأة في مجلس الشورى والمجالس البلدية، فعلى سبيل المثال تداولت بعض المواقع الاجتماعية عبارة تحوي إساءةً ضمنية لحقوق المرأة بالحديث عن أن ثرثرة المرأة –والتي هي حقيقة علمية– قد تتسبب في أن يتحول المجلس لسلسلةٍ من المحادثات، وفي النهاية لا نجد أحد يصغي فعلياً.. ما لا يعرفه المتهكمين أن ثرثرة المرأة هي أسلوبها في التفكير والذي سيؤدي لاحقاً لشبكةٍ من التوصيات الجيدة للغاية، في حين أن أسلوب التفكير الصندوقي للرجل مازال يحتاج للشطر الناعم من أجل خلق التوازن. التوقعات المرتبطة بعضوية المرأة في مجلس الشورى يجب أن تنحصر في حضورها أولاً بجديةٍ وتحفيزها لتقديم الأفضل، المرأة السعودية جديدة في المضمار السياسي والحقوق الشعبية، وكذلك لم تعتاد التحدث بصوت حقوقي جهوري دون الالتفات للخلف، ولذلك فإن التلعثم الحركي قد يكون حاضراً مرة أو اثتنين لا أكثر، وفي النهاية ستنجز المرأة ما حضرت لأجله، وعلى الجمهور في المرحلة القادمة أن يدعم السيدات اللواتي سيلتحقن بالترشيحات وأن يغض الطرف عن الأخطاء الأولية ولا يضعها تحت مكبر يحيل الفراشة وحشاً عملاقاً.