اليوم الثاني من افتتاح سوق عكاظ في دورته الخامسة لم يكن يوماً عادياً، كان يومًا حافلًا بالحضور للمدينة التاريخية مدينة الطائف.. التقى أدباء العصر الجاهلي بأدباء عصر الحداثة، وامتزج التاريخ العريق لشعراء المعلقات بأريج الحاضر الزاخر بكل فنون الأدب والثقافة.. اليوم كانت الطائف قبلة مثقفي العصر وأدبائها مثلما كانت في سالف الأزمان قبلة يحج إليها نوابغ العرب وأدبائها. مساء أمس كان السوق مكتظًا بآلاف الزوار الذين جاءوا للتعرّف على ماض جاوز 14 قرنًا من الزمن.. جاءوا ليعيشوا حاضرهم لكن بطعم الماضي وألق الواقع الحديث والقديم معًا.. في هذا اليوم كانت الطائف مقصدًا لآلاف المثقفين والمهتمين الذين تجشّموا عناء السفر، ليس من المملكة فحسب، وإنما أيضًا من خارجها.. جاءوا ليروا واقع العرب القديم كما نسجته مخيلة الحاضر، خصوصًا وأن المكان الذي يقع فيه السوق في العصور الغابرة كان هو مكان سوق عكاظ الحالي. ما استوقف الزوار كثيراً هم الشعراء القدامى الذين يتجولون بسوق عكاظ.. يتلون قصائدهم.. ويرتدون لباساً يليق بهيبة الشاعر.. ومشاركين يصلون إلى خمسين ممثلاً سعودياً يساندهم مئة شاب متطوع من أبناء المجتمع المحلي من أبناء الطائف. كما تقام العروض المسرحية التي تُعرض يومياً أربع مرات على مدى خمس ساعات والتي تُنفذ في «جادة عكاظ» والتي تُقدم بأسلوب إخراجي جديد وبالإستعانة بتجهيزات أفضل من السنوات الماضية. كما تتواصل فعاليات «جادة عكاظ» التي تمتد من قبّة النابغة وحتى المسرح بمسافة تتجاوز الكيلومتر وتقع على جانبيها محلات ومعارض وأركان للحرف اليدوية التقليدية، كما يوجد في الجادة موقع يمثّل أحد الأحياء التي كانت تقام في عكاظ، يحتوي على عناصر مختلفة من الحياة في عكاظ، مثل بيوت الشَعَر المصنوعة من مواد خاصة بعكاظ ومجهزة من الداخل على الطراز العربي. هذا إلى جانب عروض لنماذج من الحياة اليومية المعروفة في عكاظ قديمًا، مثل مرور القوافل والشعراء على الإبل والخيل وإلقائهم لقصائدهم وأدبهم في السوق باللغة العربية الفصحى، وعروض للألعاب الشعبية، والرياضات التراثية، ومحلات للحرف والصناعات اليدوية يعمل بها حرفيون وحرفيات من المملكة وبعض الدول العربية على تصنيع وبيع منتجاتهم بشكل حي ومباشر بما في ذلك الحرفيين المرشحين لجائزة عكاظ للحرف اليدوية المقدمة من الهيئة العامة للسياحة والآثار.