أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ أن السوق ما كانت لتكون لولا الضيوف المشاركين فيها من الأدباء والمثقفين والمفكرين والشعراء. وقال مخاطبًا ضيوف سوق عكاظ خلال استقباله لهم أمس في فندق انتركونتننتال الطائف: «أنتم سوق عكاظ، أنتم بدايته ونهايته، كلما زاد اهتمامكم به كلما زاد رفعة، وكلما زادت مشاركاتكم ومساهماتكم الثقافية فيه كلما زاد ثراءً، فشكرًا لكم من الأعماق على حضوركم ومساهمتكم». ووجّه أمير مكةالمكرمة شكره وفخره واعتزازه بمشاركات أصحاب السمو الملكي الأمراء والمعالي الوزراء أعضاء اللجنة الإشرافية وكذلك بجهود وزاراتهم ومؤسساتهم الحكومية، مؤكدًا أن هذه الوزارات والمؤسسات قدمت الكثير لسوق عكاظ، وعملت على تنفيذ الإنشاءات الموجودة فيه، مقدّرًا في الوقت نفسه جهود بقية الجهات الحكومية التي عملت وأسهمت في تنفيذ إنشاءات السوق. وطالب الفيصل بأن يخلو سوق عكاظ من توجيه الثناء للمسؤولين عنه، وقال: «نسمع في مثل هذه المحافل ثناء يزيد أحيانًا عن المطلوب، وإذا كنا نفخر بتقديم أية خدمة للوطن أو المواطن أو المقيم أو الزائر فذلك لأننا نعتز بهذه الخدمة، وما نقدمه شرف نعتز به ونضعه تاجًا على رؤوسنا من خلال خدمة الدين ثم الوطن والمواطن، لذلك أرجو اعتبارًا من هذه اللحظة أن يخلو سوق عكاظ من الثناء عن أي مسؤول». وشكر الضيوف من المثقفين والمثقفات على مقترحاتهم التي قدموها في مداخلاتهم، والهادفة إلى تطوير سوق عكاظ، والارتقاء به إلى المكانة المستحقة، وأوضح أنه ابتداءً من العام المقبل ستُوجه الدعوة إلى الشركات والمؤسسات التجارية للمشاركة في سوق عكاظ، نظرًا لكون النشاط التجاري أساس السوق، واستغله الأدباء والشعراء لعرض إبداعاتهم. وأشار الأمير خالد الفيصل إلى أن سوق عكاظ يشهد في هذا العام تقديم رؤية جديدة على أن السوق لا يهدف إلى محاكاة الماضي فقط، وإنما يسعى أيضًا إلى استشراف المستقبل، ونقل المفاهيم والعلوم المستقبلية لرواد السوق، وخصوصًا من المواطنين السعوديين، وتعريفهم بالمفهوم الجديد للعالم الجديد. ونوه بفكرة إنشاء مدينة سوق عكاظ -التي تبنت تنفيذها الهيئة العامة للسياحة والآثار- وإنها تهدف إلى تأمين الموارد المالية الكافية واللازمة لتشغيل السوق وتطويره، وقال: «بعد تنفيذ هذا المشروع لن يُطلب من أي جهة أن تتبرع إلى السوق أو تقدم له الدعم على الإطلاق، وإنما سيُطلب من رجال المال والأعمال استثمار أموالهم فيه ليفيدوا ويستفيدوا». ورحب بمقترح إدراج سوق عكاظ ضمن التراث العالمي، مؤكدًا أنه سيعمل مع الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار على تنفيذ هذا المقترح. وقال أمير منطقة مكةالمكرمة مخاطبًا الضيوف: «آسف أن أنزل بكم بعد أن حلقتم في سماء الشعر والإبداع والكلمة إلى أرض الواقع، لكن هذا الواقع لا يقل جمالًا ولا إبداعًا عن الشعر». حضر حفل استقبال ضيوف سوق عكاظ كل من: الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد وزير التربية والتعليم، والأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، والأمير بندر بن خالد الفيصل، والأمير سعود بن خالد الفيصل، ومعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، ومعالي محافظ الطائف الدكتور فهد بن معمر. وخلال استقباله أمس ضيوف سوق عكاظ من الأدباء والمثقفين والمفكرين والشعراء، أعلن الفيصل عن إطلاق مشروع «ثقافة الضيافة الإسلامية» في المنطقة العام المقبل، مشدّدًا على وجوب أن تكون «صناعة الخدمة» أساس المشروع التنموي في المنطقة. وأوضح أن إمارة المنطقة تدرس حاليًا تنفيذ المشروع الهادف إلى الارتقاء بخدمة الحجاج والمعتمرين والمواطنين والمقيمين وزائري منطقة مكةالمكرمة، وأن يحظوا بالتكريم منذ لحظة قدومهم وسكنهم وحتى مغادرتهم، وأكد على أن المشاريع المعتمدة هذا العام للتنفيذ في مكةالمكرمةوجدة ستؤهلهما لتكونان من المدن التي يشار إليها بالبنان في تقديم أرقى الخدمات، والتي تعبّر عن مفهوم «ثقافة الضيافة الإسلامية»، وقال: «نحن في منطقة مكةالمكرمة أقدم العاملين في مهنة السياحة في العالم بمنطلق ديني إسلامي منذ عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام ولذلك يجب أن نكون أرباب هذه المهنة وأن تتميز المملكة عمومًا ومنطقة مكةالمكرمة خصوصًا في تقديمها». وكشف الأمير خالد الفيصل عن أنه اعتبارًا من العام المقبل سيبدأ العمل على تنفيذ برنامج ثقافي تشارك فيه المؤسسات الحكومية والأهلية في المنطقة، لنشر مفهوم «ثقافة الضيافة الإسلامية»، وتقديمه بخصوصية ابن مكةالمكرمة الذي اختصه الله عز وجل بجوار بيته العتيق، وشرّفه وكرّمه بهذا الجوار. وأضاف: «إن هذا التشريف والتكريم تلازمه مسؤولية تقديم الخدمة لضيوف الرحمن، والذين يعدون مصدر الرزق لهذه البقعة المباركة، ولذلك فنحن أصحاب هذه المهنة، وفرسان الميدان، والسباقون لتقديم أجمل وأفضل خدمة للزائر والحاج والمعتمر». هذا وكان الأمير خالد الفيصل قد وصل أمس إلى محافظة الطائف. ووصل في معية سموه صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن خالد الفيصل بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن خالد الفيصل بن عبدالعزيز. وكان في استقبال سموه لدى وصوله معالي محافظ الطائف فهد بن عبدالعزيز بن معمر وأمين الطائف المهندس محمد المخرج ومدير شرطة منطقة مكةالمكرمة اللواء جزاء العمري وعدد من المسؤولين.