حذرعدد من أصحاب المكاتب الهندسية من احتمال هروب المستثمرين من تنفيذ المشاريع في محافظة جدة إثر التأخير المستمر لإصدار تراخيص البناء من قِبل أمانة محافظة جدة لملاك المشاريع العقارية الإستثمارية، الأمر الذي قد يؤخرالنهضة العمرانية التي تشهدها المدينة، بالإضافة إلى الخسارة التي ترتبت على تأخير إصدار التراخيص من قبل الأمانة. وفي الوقت الذي أبدى فيه مهندسون وأصحاب مكاتب هندسية قلقهم من تأخير إصدار تصاريح البناء، أكد مصدر مسؤول في قسم التراخيص بأمانة محافظة جدة أن هناك نظمًا، ومعاملات إلكترونية تمكن مقدم الطلب»المستثمر» من الحصول على الترخيص خلال مدة أقصاها 10 أيام ، في حال استوفى طلبه كل الأوراق اللازمة، لافتًا في الوقت نفسه أن تقديم الطلبات لا يشترط حضور المتقدم للحصول على التصريح التواجد في مقر الأمانة. ويؤكد الخبيرالهندسي الدكتور يحي كوشك أن تأخير تراخيص البناء من قبل أمانة محافظة جدة أثر سلبًا على النهضة العمرانية في جدة، وأدى ذلك إلى تعطيل المشاريع وتأخر الاستثمارات، الأمر الذي سبب ضررًا من كافة الجوانب على الجميع. وبين كوشك أن قلة عدد المهندسين العاملين والقلق من اتخاذ القرار إثر السيول التي أصابت محافظة جدة ، كانت سببًا كافيًا لتأخر إصدار تراخيص البناء للمشاريع الاستثمارية العقارية الصغيرة والكبيرة على حد سواء. وأضاف: إن تلك الأسباب ارتبطت بمركزية القرار في موقع الأمانة الرئيسي، نتيجة لسحب صلاحية القرار من البلديات الفرعية أدى لعدم التفاعل من هذه البلديات، وبالتالي كان ذلك كافيًا؛ لأن يتم تأخير إصدار تراخيص البناء. وقال كوشك: إن الآثار السلبية التي ترتبت على تأخير الترخيص لمدة تصل أحيانًا لسنة كاملة يسبب خسائر للمستثمرين، ويؤخر من المشاريع التطويرية للمدينة. ودعا كوشك عودة البلديات الفرعية في إصدار تراخيص البناء حتى لو للمشاريع الصغيرة السكنية سواء الفلل او العمائروترك الكبيرة للجان التابعة للأمانة الرئيسية، إضافة لذلك زيادة أعداد المهندسين العاملين في الأمانة مع اعتماد الكادر الهندسي للمساعدة لتدعيم الناحية الهندسية للداوئر الحكومية عموما، مطالبًا بالرفع المساحي واعتماد المخططات ومتابعة الإجراءات، إضافة إلى المحاسبة التقنية والرقابية الوقتية والتقنية من قبل المسؤولين في الأمانة بحيث تخفف الاجراءات، وتقلل الضغوط على العاملين في الأمانة مع تحقيق الجودة في الأداء. قلة عدد المهندسين من جانبه أوضح المهندس نبيل عباس صاحب مكتب للاستشارات الهندسية، أن التراخيص سابقًا كانت تمنح في البلديات الفرعية التي تصل إلى 15 بلدية وجمعت الآن في موقع الأمانة الرئيسي، فتركز العمل في المركز الرئيسي الأمر الذي اصطدم حينها بقلة عدد المهندسين، وأدى ذلك لردة فعل سلبية أثرت على الاستثمارات العقارية خاصة للمشاريع الكبيرة التي تحتاج لتمحيص وتدقيق، وهذا الأمر أدى لتأخر عدد كبير من المشاريع وأصبح لا يصدر إلا 4 آلاف ترخيص، وجعلت الأمانة المشاريع الصغيرة كالعمائر والفلل يقدمها عن طريق الموقع فيما شكلت لجان مباشرة للمشاريع الكبيرة. وفي كل الحالات كان تأخير إصدار التراخيص كنتيدجة للتخوف من قبل المهندسين إضافة لقلتهم، وهذا بالطبع قد يؤخر النهضة العمرانية في جدة ويجعل بعض المستثمرين يعيدون النظر من الاستثمار في محافظة جدة . وأشار عباس إلى أن توظيف المهندسين الأكفاء وتسهيل ألإجراءات للحصول على الترخيص يؤدي إلى حل المشكلة، لافتًا إلى أن المسؤولية يجب أن تكون جماعية سواء من المكاتب الهندسية التي تقدر ب150 مكتبًا هندسيًّا معتمدة أو المقاولين والمنفذين والملاك كل على حد مسؤوليته، مشيرًا إلى أن ذلك سيسهم في حل المشكلة، وستكون الفائدة مشتركة في حل المشكلة وتسريع إصدار التراخيص. استيفاء الأوراق المطلوبة يعجل بالإصدار نفى مصدر مسؤول في أمانة محافظة جدة أن تتعمد الامانة تعقيد الإجراءات، وجاء رد المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه، على اتهامات بعض المكاتب من أنها - الأمانة- تعقد وتعطل الاجراءات، مشيرا أن الامانة لديها نظام واضح، إلا أن بعض المكاتب ترمي التهم لرفع أسعارها وإيهام عملائها أن الأمانة هي من يعقد الإجراءات. وأشار المصدر في قسم الرخص بالأمانة، أن الأمانة تتحمل جزء من المسؤؤلية حيث إن هناك عجزًأ في المكفاءات بعد انتقال اكثر من 400 موظف بها لجهات اخرى أو تسرب من العمل وهذا اثر على العمل جزئيًّا، وأضاف: أن النظام التقني بالأمانة كثيرالأعطال وهذا الأمر أثر على فعالية العمل. وبين أن الأمانة رغم ذلك اتخذت خطوات للتغلب على المشكلات التي تواجهها حيث خصصت نظامًا أسمته «المسار السريع» وهو لخدمة اصحاب المشاريع الصغيرة كما بدأت تدريجيًّا في جعل كافة الإجراءات عن طريق الإنترنت بحيث يتم إنهاؤها دون الحضور لموقع الأمانة بالتنسيق مع المكاتب الهندسية المعتمدة التي تصل إلى 150مكتبًا وأختتم المصدر قائلا: أن الأمانة تعمل على حل كافة المشكلات التي تواجه المستثمرين شريطة ان تكتمل كافة المتطلبات وتكون مطابقة للشروط المعلنة على موقع الأمانة الإلكتروني يتم إنهاء الرخصة بفترة لا تتجاوز 10أيام. الغرفة تتعاون مع مشاكل المستثمرين قال رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة «للمدينة» صالح كامل رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة «للمدينة»: إن المكاتب الهندسية كثيرة الشكوى وإستغلال المراجعين نتيجة أن إصدار رخص البناء قد اصبح عن طريقهم . وأكد كامل أن دور الغرفة في مساعدة المستثمرين العقاريين هو مساعدتهم في أي شكوى يتقدم بها أي مستثمر، وحال مراجعته الغرفة التجاريةالصناعية لحل مشكلته سنستقبله وننظرفي تفاصيلها، فإن كان المستثمر- وربما يكون مخطئا - عرفناه ، وإن كان على صواب ستعمل الغرفة على مساعدته وتقف معه في حل مشكلته ونتابعها في أمانة محافظة جدة لمساعدته كمستثمر لحلها.