وصل الى صنعاء أمس مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بن عمر ووسيط دول الخليج في الازمة اليمنية امين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني، فيما قتل 20 شخصا بينهم ثلاثة جنود منشقين وطفلان امس في صنعاء برصاص قوات الامن التي تقوم بقمع تظاهرات مطالبة برحيل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، بحسب حصيلة اوردتها مصادر طبية. وقال مصدر رسمي وملاحي ان بن عمرو والزياني وصلا تباعا الى صنعاء للاطلاع «على آخر التطورات في الساحة اليمنية». ويأتي وصول الوسيطين الى اليمن على خلفية موجة عنف حيث اوقع قمع التظاهرات المطالبة برحيل الرئيس صالح عشرات القتلى والجرحى منذ الاحد. وتجددت الاشتباكات امس بالصواريخ والرشاشات الآلية بعد يوم من قتل 26 متظاهرا بالرصاص، وأطلقت قوات يمنية النيران في الهواء لتفرقة محتجين مناهضين للحكومة. ووقعت الاشتباكات مع محاولة المحتجين التقدم صوب المنطقة التي تسيطر عليها قوات الحكومة بعد توسيع مكان اعتصامهم أثناء الليل. والعنف الجاري حاليا يهز جمودا استمر لاسابيع هو الأسوأ في اليمن في الشهور القليلة الماضية. وأصيب المئات في المسيرة المناهضة للحكومة أيضا عندما أطلقت قوات الأمن النار على متظاهرين اخترقوا صفوف الشرطة. ودعا منظمو الاحتجاجات امس إلى المزيد من التصعيد وحفزوا المحتجين المعتصمين في ساحة التغيير بصنعاء للمطالبة بإنهاء حكم صالح الممتد منذ 33 عاما. وحث المنظمون عبر مكبرات الصوت المحتجين على العودة إلى تقاطع للطرق كانوا قد سيطروا عليه ليلة أمس الاول ويعرف محليا باسم «جولة كنتاكي»، ولمحوا إلى أنهم يعتزمون التوغل بشكل أكبر في المناطق التي تسيطر عليها قوات الحكومة. وكانت المنطقة تمثل في السابق الخط الذي يقسم بين الاجزاء التي تسيطر عليها قوات صالح وتلك التي تسيطر عليها القوات المنشقة. وقال شخص من خلال مكبر للصوت «هيا سنتناول جميعا الافطار في جولة كنتاكي ثم سنتناول الغداء في مكان آخر على عمق أكبر.» لكن قوات تابعة للواء المنشق علي محسن الذي أيد الحركة المناهضة لصالح قبل بضعة شهور أعاقت الطريق أمام المحتجين الذين يحاولون التقدم وبدا أنها تحاول نزع فتيل الازمة. وفي جنيف قال وزير الخارجية اليمني أبو بكر عبدالله القربي امس إنه سيتم التحقيق في إراقة الدماء التي وقعت خلال اليومين الماضيين وسيحاكم المسؤولون عنها. وأضاف في كلمة أمام مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة إن حكومة اليمن تعبر عن حزنها وإدانتها لكل أعمال العنف وإراقة الدماء مثل ما حدث في صنعاء. وأضاف أن الحكومة ستحقق فيما حدث وستحاسب المسؤولين عن هذه الافعال. وصنعاء مقسمة منذ شهور بين قوات محسن المنشقة وقوات صالح في متاهة من نقاط التفتيش وحواجز الطرق والعربات المصفحة التي يخشى كثيرون أن تحول التوترات سريعا إلى مواجهة عسكرية. وتمكن المحتجون من توسيع منطقة اعتصامهم بنحو كيلومتر وقضى المئات ليلتهم فيها، فيما دخلت قوات محسن المنطقة وأخذت تحصنها بأجولة الرمال. وبعد توسيع منطقة الاعتصام أصبح المحتجون والقوات المنشقة التي تدعمهم على بعد 500 متر عن قوات أحمد علي صالح ابن الرئيس اليمني وقائد وحدات الحرس الجمهوري الموالية للحكومة. وفي تعز وهي مركز آخر للاحتجاجات المناهضة للحكومة قالت مصادر في المعارضة اليمنية إن قوات الامن قصفت الليلة قبل الماضية المدينة وذلك بعدما نظم المحتجون مسيرات كبيرة. وقال شهود في مدينة عدن الساحلية الجنوبية: إن بعض السكان أحرقوا سيارات وأغلقوا الطرق بالصخور لشعورهم بالاحباط بسبب انقطاع الكهرباء لساعات طويلة في ظل درجات حرارة وصلت إلى 54 درجة مئوية.