منذ زمن قريب تراودني الكتابة والحديث عن رجل له علو ومكانة بين مشايخ القبائل لعلي استعدت شريط الذكريات عن هذا الرجل عند قراءتي لمقال أخي الحبيب الأستاذ علي بن بحيي الزهراني عن البذخ والإسراف في المناسبات والأعياد ومن الجميل أن يذكروا الناس بذلك لعل الذكرى تنفع المؤمنين فشكرًا لك أخي الفاضل لمقالك الكافي الشافي.. وإن كان الشيء بالشيء يذكر ومما ألهمني الحديث عنه بعد إجاشة مشاعري يشرفني بادئ ذي بدء أن أمتطي صهوة جواد قلمي لعله يحملني لأكتب على جبين الزمن قليلًا من مآثر هذا الرجل وذاك الإنسان الذي استنسخ شخصه من بين كلمتين وتوشح بها وهي الكرم والجود، إنه الشيخ الوقور الفاضل يحيى أبا القرون الزهراني شيخ مشايخ الأحلاف وشيخ مشايخ أهل تهامة زهران كافة، والذي اكتسب من أفعاله المشرفة اسم يستحق أن يطلق عليه لقب حاتم طي تهامة زهران -أمد الله في عمره- كل هذا الإطراء قطرة فيض من غيض من سجايا هذا الرجل لعلي أعلق على بعض مما شاهدته بأم عيني، وللأمانة أنقل ما رأيته وشاهدته عن كثب عن هذا الشيخ الكريم.. وأنت تأتي عابر سبيل من أمام منزله أو بقصد زيارته والسلام عليه لحبه للناس وحب الناس له، ترى باب منزله مشرعًا ليلًا ونهارًا، لا تغلق أبوابه، تجده جالسًا على عتبة بابه أكثر الأوقات، بالترحاب والتهليل يستقبل كل ضيوفه ويودعهم مثلما استقبلهم. الذي أريد الحديث عنه هو كرم وجود هذا الرجل الذي تربّى وجبل عليه، تأتي إليه عصرًا فترى الكثير من محبيه يعتادونه بين الفينة والأخرى، وترى صحون طعام الغداء لا زالت على السفرة رغم ذهاب أولئك الضيوف ولكنه ينتظر عابري طريق ليتزودوا لسفرهم كما تسمع أن هناك مائدة للعشاء تعد لضيوف آخرين قدموا أو قادمين، فماذا تلقب هذا الرجل..؟! سرعان ما تقول إنه حاتم طي تهامة زهران في زمن شح فيه الكثير من تقديم العون والمساعدة أو لقمة لأهل الفاقة من المحتاجين والمعوزين. أكتفي أبا علي وأقول: ولو أني كتبت بقدر جودك لملأت الجرائد بالكلام.. بارك الله فيك وأطال في عمرك، لتبقى منارة للكرم والجود ببلاد زهران. أحمد عيدان الزهراني - جدة