بالإشارة لتصريح مسؤول في وزارة النقل عن نيّة الوزارة في تغيير مسار قطار الحرمين إلى جهات أخرى، والدوافع كما نعرفها -سابقًا وحاليًّا ولاحقًا- تلك «المسارات الأرضية» المُكلِّفة جدًّا، والتي تكمن في «قيمة التعويضات» لتلك الأراضي التي سوف يسير عليها قطارنا العزيز، الذي أصبح إحدى المعجزات التي كنا نسمع عنها، والتي يسمّونها: «الغول، والعنقاء، والخل الوفيّ»، فلنزد عليها من عندنا «والقطار المعجزة»، نعم إنه معجزة المعجزات، بل يجب أن نسعى لإدخاله موسوعة «جينيس» العالمية، التي أصبحت أحد أهدافنا جمعًا وفرادى، والتي لا نحيد عنها أبدًا، بل يتسابق عليها الجميع، فما تكاد تخلو صحيفة من خبر أن «فلان أو علان»؛ أو المشروع «الفلاني أو طبق الكبسة العلاني» قد دخل موسوعة جينيس، حتى أصبحت هذه الموسوعة «شخبط شخابيط، لخبط لخابيط».. ما علينا من جينيس وموسوعته؛ التي وسعت كل هذه الأولويات «المضحكة والمبكية»، لكن الذي علينا منه هو «قطار الحرمين»، الذي استعصى علينا تسييره على الأرض، والتي ستُنزع الأراضي من أجل أن تخطو عليها عجلاته الماسية، وسوف تدفع الدولة مليارات الريالات «تعويضات» لأصحاب الأراضي التي سوف يمر عليها، وعندما يحدث ذلك سنُغنِّي جميعًا تلك الأهزوجة الشعبية التي تقول: «حدارجة مدارجة»، والتي كانت تُقال للطفل عندما يخطو أولى خطواته، ولا مانع أن نُردِّد الأهزوجة المصرية الأخرى القائلة: «برجالاتك برجالاتك يا سلام سلّم على شنباتك»، وهكذا سوف نقوم «بتدليع» قطارنا المعجزة، والذي طبعًا سنبتكر له موسوعة خاصة به، نظرًا لأهميته، وغلو سعره، «ليش لا».. أليس هو الغالي قولاً وعملاً؟! وكم كان بودي لو أنني أستطيع توجيه سؤال لمن حرّك قطار الحجاز السابق، والذي أتى من الشام حتى وصل طيبة الطيبة، عن كيفية تسييره منذ مئات السنين؟! وكم كلَّف هذا القطار؟! ومَن الذي موّل هذه العملية؟! وكم دفعت الشركة أو الوزارة تعويضًا لتلك الأراضي التي اخترقها؟! لكن للأسف الشديد لن أستطيع فعل ذلك، وبالمناسبة كلّما «أتذكر وأتفكر» فيما فعلته السيدة زبيدة، زوجة هارون الرشيد، التي أتت بالمياه من نهري «دجلة والفرات» حتى أوصلتها لمكة المكرمة «لسقيا الحجاج» جزاها الله خير الجزاء، وأُقارنه بما تفعله شركات المياه في بلادي «أشعر بالغبن» فقط لا غير، وأخيرًا أقترح عليهم أن يستبدلوا بالقطار «التلفريك، أو المنطاد»، أو أي شيء مُعلّق بين السماء والأرض، حتى يتخلَّصوا من التعويضات، لكن الخوف كل الخوف أن يظهر علينا «معوّق آخر» ألا وهو «مالك آخر» للفضاء، ويجب أن تُنزع ملكية هذا الفضاء، ويجب أن تُدفع له هو الآخر تعويضات كي لا يتعطّل القطار الطائر، اللهم يا مالك الملك، ومالك السماء والأرض «قيّض» لهذا القطار أرضًا لا تعويض فيها.. اللهم آمين. خاتمة: الخوف أن يأتي يوم نسمع فيه بكلمة قطار، ونقول: قطار.. قطار.. هذه الكلمة سمعتها، بس مدري وين؟!