يونايتد المذهل

لم يكن اكبر المتفائلين في الجانب المانشستراوي ولا اكبر المتشائمين في الجانب الآرسنلاوي ، يتوقعون أن تنتهي المباراة التي جمعت بين الفريقين الأسبوع الماضي على ملعب أولدترافورد ، بفوز مانشستر بثمانية أهداف مقابل هدفين .
النتيجة توجت العروض القوية لمانشستر منذ بداية الموسم ، وأكدت على المستوى الهزيل والوضع المتردي وحالة الفوضى التامة التي بدأ بها آرسنال موسمه .
مانشستر يونايتد دخل إلى الملعب بتشكيلة تضم سبعة لاعبين جدد على التشكيلة الأساسية ( دي خيا ، سمولنينغ ، جونز ، إيفانز ، كلفرلي ، يونغ ، ويلبك ) . وبالرغم من ذلك فقد بدا الفريق وكأن لاعبيه يلعبون مع بعضهم البعض منذ سنين طويلة ، فالانسجام كان في أعلى مستوياته ، وسرعة الإيقاع كانت في اوجها ، ومصادر الخطر في الفريق كانت أكثر من أن يتم حصرها في مفاتيح لعب محددة كما هو الحال مع بعض الفرق . والمدهش أكثر أن لاعبي الاحتياط الذين أقحمهم السير ألكس فرجسن في العشرين دقيقة الأخيرة من عمر المباراة ، استطاعا ان يثبتا وجودهما بسرعة ، فبارك سجل هدفا بعد دخوله الملعب بدقيقتين أو ثلاث دقائق ، وغيغز استطاع أن يصنع الهدف الثامن لزميله أشلي يونغ . وهذا الأخير قد يكون المكسب الأكبر الذي جناه مانشستر يونايتد من صفقات الانتقال التي أبرمها في الفترة الصيفية ، فيونغ جناح غير عادي من حيث مهاراته وقدرته على صناعة الهجمة من الطرف الأيسر ، كما أنه قادرعلى مساندة رأسي الحربة والاستفادة من الفراغات التي تتركها تحركات روني في العمق الدفاعي للفريق المنافس . ولعل الأبرزمن كل ما سبق هو حساسية قدم يونغ على المرمى وإجادته التصويب والتسجيل من مختلف المسافات والمواقع ، وهو ما شاهدناه جليا عبر الهدفين الرائعين اللذين سجلهما في مرمى آرسنال .
مانشستر الآن لديه الكثير من الأسلحة التي لم يستخدمها بعد والتي سيأتي أوان استخدامها حتما فيما تبقى من مباريات محلية وأوروبية . ولعل لاعبي خط الوسط فليتشر وكاريك ، من اهم هذه الأسلحة ، يليهما قلبا الدفاع الكبيران فيرديناند وفيديتش ، بالإضافة إلى الظهير الأيمن رافايل وتوأمه فابيو . ويبقى برباتوف وهيرنانديز من اللاعبين القادرين على إثراء خط الهجوم في أي وقت يحتاجهما فيه السير ألكس الذي اعتمد على ويلبك في بداية الموسم وكان سيواصل الاعتماد عليه في الفترة القريبة القادمة ، لولا تعرض اللاعب للإصابة التي ستبعده عن الملاعب لأربعة أسابيع قادمة .
لأول مرة في حياتي أشاهد فريقا لا فرق فيه بين الأساسيين والاحتياطيين .