إن المصليات والمساجد تتفاوت في نظافتها والعناية بها فمنها تلقى عناية ونظافة خمس نجوم ففي مدينة أوروبية وبالتحديد مسجد زكريا بمدينة بولتون الذي يعتبر غاية في النظافة والعناية وحتى دورات المياه وأماكن الوضوء مجهزة بالشماعات وجميع الاحتياجات لكل الفئات حتى أن لكل متوضئ منشفة خاصة يستعملها مرة واحدة ثم يلقيها في سلة للغسيل كما يحدث في فنادق خمس نجوم وكذلك الروائح العطرية والبخور مما يجعل المصلي يشعر بمظاهر الطهر والنقاء والجمال والزينة والراحة والسكون النفسي والطمأنينة في أداء العبادات وتعظيم المكان الذي يعتبر بيت لله في الأرض يأوي كل تقي . وكما في أوروبا وفي آسيا جنوبها وشرقها وكثير من بلدان العالم نجد الاهتمام بالعناية والنظافة الفائقة ببيوت الله مساجد ومصليات ومرافق سواء كانت في القرى أو المدن أو على الطرقات فهي نظيفة معطره ومبخرة ترتاح النفوس وتطمئن بالصلاة والاعتكاف فيها والسبب الاهتمام الشعبي والرسمي بالمتابعة . ونجد في مملكتنا الحبيبة التي هي قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم ومهبط الوحي قصورا وإهمالا واضحا لا يخفى على أحد في نظافة المساجد والمصليات ودورات المياه التي تجعل كثيرا من المصلين يتراجع عن الصلاة بالمساجد بسبب عدم نظافة دورات المياه وأماكن الوضوء وحولها في المدن والقرى وعلى ((الطرقات)) التي تعتبر ممرا للزوار والمعتمرين والحجاج. فالجهات القائمة على المساجد التي ترى الوضع المتدني في العناية بنظافة بيوت الله تاركة الوضع على ما هو عليه , فهل تتحرك هذه الجهات لتفعيل اهتمام ولاة الأمر ببيوت الله والعناية بها؟ فنحن الأولى أن تكون مساجدنا ومرافقها الأفضل والأنظف ونموذجا يحتذى به في العالم. ومن المقترحات لزيادة النظافة والعناية ببيوت الله في مملكتنا الحبيبة: 1-نشر فضائل العناية ونظافة بيوت الله جل جلاله وما لها من أجور عظيمة وأن ذلك أمر من أوامر الله جل جلاله. 2-إلزام أصحاب المساجد الخاصة بمتابعة نظافتها والعناية بها وبملحقاتها وإلا تحال لمتبرعين آخرين يعتنون ويهتمون بها. 3- تفعيل دور الإمام أو القائمين على المساجد من المصلين بأن يلاحظوا ويتابعوا أي قصور أو إهمال أو عبث من أي كان ويوقفوه وأن لا يوقعوا مخالصات لأصحاب مؤسسات وشركات النظافة المكلفين بصيانة ونظافة المساجد إلا بالنظافة التامة وليس الصورية. ولا تقبل أعذارهم وتظلمهم بأن العائد متدن لأنهم قدموا مناقصاتهم لنظافة المساجد والعناية بها وعلى علم بالدور المطلوب منهم فبدل العناية والنظافة أصبحوا سببا للإهمال وعدم نظافة المساجد وملحقاتها وأصبحت ظاهرة. 4- تكوين إدارة متخصصة لمتابعة صيانة ونظافة المساجد ومرافقها وفرش حول المسجد بالعشب والأشجار وتعديل القبلة في المساجد القائمة ووضع معايير تصميمية متكاملة للمساجد المراد إنشاؤها وتفعيل دور المراقبين واستمارات التقييم الشهرية في كل مسجد تحمل اسم وتوقيع المراقب وتاريخ الزيارة وكل أسبوع يمر أحد المكلفين ويقيّم النظافة والعناية بالمسجد ويرفع تقريرا للدائرة بمستوى النظافة ويوقع على الاستمارة المعدة والموجودة في المسجد, وبذلك تكون العناية والنظافة مستمرة , ويفرح المصلين والملائكة الذين يشهدون المساجد مع المصلين والتي تتأذى من الروائح الكريهة والمناظر غير اللائقة في المساجد وحولها. 5- تخصيص وقف مستديم للإنفاق على المساجد وصيانتها والاعتناء بها داخل البلاد أسوةً بوقف الملك عبد العزيز رحمه الله للحرم وتشجيع المستثمرين لعمل أوقاف للإنفاق على المساجد وديمومة أدائها لدورها الهامفي المجتمع المسلم. استبشرنا خيراً عندما تكوَّن مجلس إدارة المشروع الخيري للعناية بالمساجد بطريق الحرمين الشريفين (مكةالمكرمة و المدينةالمنورة) ثم باقي الطرق المؤدية إلى الحرمين و الذي رأس أول اجتماع له صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز رحمه الله عام 1426ه ونائب الرئيس صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز وعضوية أصحاب المعالي والفضيلة والسعادة من رؤساء ومدراء مختلف الدوائر ذات العلاقة وعدد من ممثلي مكاتب المهندسين والاستشاريين والذين ناقشوا تجسيد توجيهات ولاة الأمر حفظهم الله من أهمية العناية بالمساجد ونظافتها لاسيَّما أن قائد هذه البلاد تسمى بأحسن الأسماء وأشرف الألقاب فهو خادم الحرمين الشريفين حفظه الله. وقد اعتنت هذه البلاد وقادتها ببيوت الله في أنحاء العالم ثم أحيل المشروع إلى وزارة الشؤون الإسلامية والتي أعدت له دراسات متكاملة والذي لا ندري ما تم فيه حتى الآن وهل سيرى المشروع النور أم لا أم سيبقى الوضع على ما هو عليه. محمد أحمد الريمي -مكة المكرمة