قال الضَمِير المُتَكَلّم : اهتم التلفزيون السعودي بمسلسلات رمضان الحاضر، وأنفق عليها الملايين.ولكن المحصلة تمثيليات سعودية متشابهة في المضمون وأسلوب المعالجة ؛ فهي في حلقات منفصلة متصلة ، أغلبها تردد موضوعات مكررة أكل عليها الدهر وشَرِب ، تمت مناقشتها آلاف المرات ( تلفزيونياً وإذاعياً وكتابياً ) ؛ ولو كانت المعالجة جديدة لكان هذا أرحم ؛ ولكنها كانت سطحية ، ومباشرة ؛ وكأن المشاهد يُتَابع خطبة أو موعظة أو برنامجاً إخبارياً ؛ فلا سيناريو ولا حبكة درامية ، ولا إخراج ، ولا احترام للعقول والعيون !! ولأن ( بطل المسلسل وهو منتجه ) يعرف كيف تُجمع الأموال ؛ فإنه يُضِيف لها ( المِلح والبهارات ) اللازمة بالعَزْف على وتَر الوطنية بإقحام بعض الأغاني الوطنية ؛ دون أن يدرك أن عرضها بهذه الصورة الفجّة ؛ ربما تكون نتيجته عكسية !! فأين تلك الرسالة التي قامت بها تلك التمثيليات ؟! وأين المتعة اللفظية أو البصرية التي جاءت بها ، بل أين فقط الفكاهة والابتسامة التي قدمتها للمشَاهِد غير ( الإفيهات ) الساذجة المكرورة ، والتهريج !! لقد أنفق التلفزيون عشرات الملايين في شراء وتمويل تلك المسلسلات ؛ دون أي مكسب مجتمعي ، أو مردود مادي ؛ فالشركات المعلنة والراعية محدودة . أخيراً لشهر رمضان المبارك خصوصيته الروحية والدينية ، وليست البرامجية ، وإذا كان ولا بد ؛ فالواجب على منتجي تلك البرامج احترام عَقْل وثقافة المشاهِد ، وإيصال رسالة هادفة للمجتمع ؛ والله يَرحم زمَان ( الراديو ، وأمّ حُدْيجان ) !! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة.