بالإشارة لحمى التغيير التي تجتاح العالم كله، وبالذات وعلى وجه الخصوص «العالم العربي» الذي «انفكت سبحته» التي كانت معقودة على «نظام واحد ذو فكر استبدادي» لا يعرف أن عليه حقوق وواجبات تجاه شعوبه، كما له من حقوق ومكتسبات. فحصل على كل ما له مع «التطفيف» فيما يحصل عليه شعوبه المطحونة، وهذا «التطفيف» هو «أس التغيير» والسبب الأعظم لهذه الحمى التغييرية التي تحيط بنا من كل جانب، والغريب أن قارة إفريقيا هي القارة الأكثر فعالية في هذه الحمى الجديدة، فما حدث في السودان ويحدث في الصومال ومناطق عدة في القرن الإفريقي حتى انفجرت الشعوب الإفريقية العربية منها على وجه الخصوص، فما أن احترق البائع المتجول في تونس الخضراء، الأرض التي أنجبت شاعرها العظيم الذي أطلق ذات يوم: (إذا الشعب يومًا أراد الحياة.. فلابد أن يستجيب القدر).. منذ عشرات السنوات حتى أصبحت «ورقة عمل» لتونس ومصر وليبيا، كلها تسير وفق «خطة الطريق الشعرية والفكرية».. «تخيلوا» أن أبوالقاسم الشابي هو من «يقود» هذه الثورات والمتغيرات التي تجاوبت معه «الأغاني والأناشيد» الوطنية الحماسية المصرية.. خاصة ما قدمته سيدة الغناء العربي وموسيقار الأجيال وعندليب العرب.. هذه الأغاني الحماسية الوطنية هي التي كانت تشحن الشعوب الثائرة ضد الاستبداد الحكومي الذي جثم على صدور هذه الشعوب عشرات السنوات حتى انفكت السبحة، وانفك الخرز، هذا الخرز الذي قال عنه «بديوي الوقداني» منذ مئات السنين «أزريت ألمه» أي عجزت عن جمعه، وهو ما يحدث الآن، فهل تنتقل حمى هذه المتغيرات لقارات أخرى وخاصة قارة آسيا..؟! فها هي سوريا ترزح تحت حمام الدم من الطرفين الحكومة والشعب تحت غطاء التطاحن المذهبي، بدعم من الخارج سواء مسلم أو العكس، المهم أن العدوى انتقلت لقارتنا الآسيوية ولا نعلم إلى أين ستمتد، مع أن «إيران» أخمدت هذه الثورات بفعل القوة كما تفعل الآن «سوريا»، أما ما تبقى من حركات فالله وحده هو العالم بدوافعها واتجاهاتها وهو الوحيد عز وجل الذي يمكن له سبحانه إخمادها خاصة الحركات ضد «الدين والوطن والإنسان». أيضًا هذه الحركات، ومهما كانت قوتها إلا أن الله عز وجل إذا أراد لأمر أن يتم لن يستطيع أحد أن يقف في طريق تمامه، لكن الأهم من كل هذا هو التغيير الإيجابي نحو بوصلة واحدة لا غيرها وهي «العودة» لله عز وجل وتعاليم كتابه الكريم وسنة نبيه عليه صلاة من الله عز وجل، وهو التغيير الإيجابي بل هو التغيير الأهم الذي يجب أن ننصهر جميعًا في بوتقته الأصلح لنا نحن كمسلمين لنحدث الفرق بين هذه المتغيرات ونثبت أن خيارنا الديني والوطني هو الأنسب لكل الأمة بدون استثناء مما يكفل حفظ المكاسب الإنسانية والمالية التي تدفع بنا نحو الأفضل بحول الله وقدرته وها نحن في العشر الأخيرة من شهر رمضان. شهر الخير والبركة بل هو شهر القرآن، هذا الكتاب الذي ينكب على قراءته كل المسلمين في هذا الشهر الكريم بالذات، ولكن هل يتم قراءته للقراءة فقط بدون تأمل وتبصر في آياته الكريمة، فما فائدة أن يقرأ المسلم كتابًا كريمًا بدون أن يعرف ما به من تعاليم هامة تقيه نار جهنم وتقربه من نعيم الجنة، هذا الكتاب الكريم لو أن كل مسلم قد تأمّله وتعرّف على معانيه جيدًا، لجنّب نفسه وعائلته ومجتمعه ووطنه بل أمته كل هذه الويلات التي تجتاح العالم.. اللهم ألهمنا القدرة على العودة للحق في السر والعلن. خاتمة: العودة للحق خُلق كريم.