أكد عبد الله الصبحي المتسابق السعودي المشارك في المسابقة العالمية للقرآن الكريم بالقاهرة أن المملكة تبذل جهودًا جبارة لرعاية حفظة القرآن الكريم وتذليل كافة العقبات أمامهم، و توجهها الأساسي هو خدمة كتاب الله عز وجل ونشره في كل زمان ومكان. وأضاف في حواره ل"المدينة "على هامش مشاركته في المسابقة العالمية للقرآن الكريم بالقاهرة أن أمة الإسلام اليوم تعيش مرحلة العزوف عن القرآن الكريم، وعمود الأمة الفقري وهو الشباب مقصر في حق كتاب الله والعمل بما فيه، فبدلًا من أن يتجه الشباب المسلم إلى القرآن الكريم اتجهوا بكل كيانهم للفضائيات والتقليد الأعمى للغرب مما جعل الأمة الإسلامية في مؤخرة الأمم وشبابها كثير ولكنهم غثاء كغثاء السيل. وأشار الصبحي إلى أن المسابقة المصرية من معالم المسابقات القرآنية في الوقت الراهن، مؤكدًا أن هذه المسابقات من شأنها أن تزيد معدلات الوعي الديني والأخلاقي والاجتماعي عند أفراد المجتمع والذي تظهر فيه بين الحين والآخر ظواهر قد لا تليق مع ثقافته الدينية وهويته العربية. * بداية نود التعرف عليك وعلى مشاركتك في المسابقة العالمية بالقاهرة؟ عبد الله عيسى صالح الصبحي من أبناء المملكة من مدينة جدة وتحديدًا من سكان خليص وأبلغ من العمر 24 عامًا، وأشارك في المسابقة العالمية للقرآن الكريم بالقاهرة في فرعها الثاني، وهي حفظ القرآن الكريم كاملًا بدون تفسير. * كيف بدأت رحلتك مع القرآن الكريم؟ رحلتي مع حفظ القرآن الكريم بدأت منذ نعومة أظافري، والحمد لله أن أكرمني بوالد حريص على القرآن الكريم وكان أشد حرصًا على تحفيظي لكتاب الله العزيز، وقد أتممت حفظ القرآن الكريم وأنا في الصف الخامس الابتدائي، وعندنا في المملكة طريقة معروفة لحفظ القرآن الكريم تكون من خلال التردد على المسجد من ناحية ومن ناحية أخرى من خلال استقدام شيخ للمنزل لتحفيظنا القرآن الكريم بالأحكام والتجويد، وقد منّ الله علي وختمت حفظي للقرآن الكريم وأنا في سن مبكرة، وهو ما ساعدني كثيرًا على استمرار حفظي للقرآن الكريم وساعدني أيضًا في دراستي النظامية، حيث أنني تخرجت حديثًا من جامعة أم القرى من كلية العلوم الطبية التطبيقية. * أهم القراء الذين تأثرت بهم خلال رحلتك مع القرآن الكريم سواء داخل أو خارج المملكة؟ قراء كثيرون وهم يختلفون فمنهم من تتلمذنا عليهم سماعًا، وفي مقدمتهم الشيخ الحذيفي وشيخي الذي تتلمذت على يديه وقرأت عليه وهو الشيخ محمد تميم الزعبي وهو الشيخ الذي له بعد الله عز وجل الفضل الكبير على حفظي للقرآن الكريم بالأحكام وهو الذي حصلت على الإجازة على يديه، وأيضًا كان من مشايخي شيخ يسمى الشيخ سيد وهؤلاء هم الذين علموني القراء التجويدية التحقيقية للقرآن الكريم، والشيخ عبدالباسط عبدالصمد والشيخ محمد صديق المنشاوي والشيخ مصطفى إسماعيل، وأنا أقرأ القرآن الكريم بقراءة حفص عن عاصم على الطريقة الشاطبية. * كيف تنظر إلى مستقبل حفظ القرآن الكريم داخل المملكة وهل الجهود المبذولة كافية أم تحتاج إلى الزيادة؟ المملكة تبذل جهودًا جبارة لرعاية حفظة القرآن الكريم وتذليل كافة العقبات أمامهم، والمملكة توجهها الأساسي هو خدمة كتاب الله عز وجل ونشره في كل زمان ومكان، ومجهوداتها بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز واضحة وملموسة في خدمة القرآن الكريم، سواء بإقامة الجمعيات الخيرية داخل المملكة، والأوامر الملكية الأخيرة التي صدرت بدعم جمعيات القرآن الكريم خير شاهد على ذلك، وكذلك مجمع المصحف في المدينةالمنورة والتي تنتشر في كل مكان سواء داخل المملكة أو خارجها، وكذلك فالمسابقات القرآنية المحلية والعالمية التي تنظمها وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية تقوم بدور كبير في سياق خدمة القرآن الكريم وإثراء روح التنافس بين الشباب السعودي وتسابقهم على حفظ القرآن الكريم. * هل شاركت في المسابقات المحلية بالمملكة وهل شاركت في المسابقة المصرية من قبل؟ نعم شاركت كثيرًا في هذه المسابقات فقد شاركت في التصفيات النهائية للمسابقة المحلية بالمملكة مرتين وحصلت في مشاركتي الأخيرة على المركز الثالث في الفرع الثاني وهي التي تم ترشيحي من خلالها للمشاركة في المسابقة العلمية بالقاهرة والتي أشارك فيها للمرة الأولى، بالإضافة إلى مشاركتي في تصفيات مسابقة منطقة مكةالمكرمة والتي حصلت فيها أكثر من مرة على المركز الثالث وأيضًا المسابقات التعليمية والتي حصلت فيها على مراكز متقدمة، ولله الحمد أشارك أيضًا في بعض الدورات القرآنية كمحفظ وكمشرف على هذه الدورات في كثير من الأحيان. * كيف تنظر إلى أهمية المشاركة في المسابقات القرآنية ومدى تأثيرها على تكوين الشباب المسلم؟ المشاركة فى المسابقات القرآنية لها أهمية كبرى، و تعد في حد ذاتها حافزًا وتشجيعًا معنويًّا لحفظة كتاب الله وخاصة الشباب، وإن الفوز في هذه المسابقات هو بمثابة وسام شرف على صدر حافظ القرآن حيث يضع في عنقه مسؤولية مقدسة تجاه أقدس الكتب السماوية، وإن المشاركة بالمسابقات القرآنية في حد ذاتها لا تقلُّ أبدًا عن الحصول على الجائزة، ومثل هذه المسابقات تستطيع أن تخلق من الشباب رجالا قادرين على العطاء وخدمة المجتمع كما أنها تقدم للمجتمع قدوة حسنة يقتدي بها الشباب والأطفال، ومما لاشك فيه هو أنه ليس هناك قدوة حسنة أفضل من حافظ القرآن الكريم، وبالتالي يستطيع المجتمع أن يجتث كل السلوكيات المرفوضة اجتماعيًّا ودينيًّا والتي يعتاد عليها بعض الشباب في غياب القدوة والمثل الأعلى، فالفائدة إذن التي تثمرها مثل هذه النوعية من المسابقات لا تتوقف عند حد المشترك أو الفائز كما أن المسألة ليست مجرد مسابقة أو جائزة، وإنما هي أعمق من هذا لما يعود على المجتمع من خير إذا ما زاد فيه عدد حفظة القرآن الكريم، فأثرذلك سيظهر في كل نواحي الحياة بما في ذلك سلوكيات الناس في الشارع . * كيف تنظر إلى المشاركة في المسابقة العالمية بالقاهرة خاصة وأنك تشارك فيها للمرة الأولى؟ المسابقة المصرية من معالم المسابقات القرآنية في الوقت الراهن، وأنا سعيد جدًا للاشتراك فيها لأحظى بشرف الاشتراك بغض النظرعن الفوز بجائزتها أم لا؛ لأن حفظ القرآن في حد ذاته هو أعظم جائزة يمكن أن يحصل عليها إنسان، فهذه المسابقات من شأنها أن تزيد معدلات الوعي الديني والأخلاقي والاجتماعي ومن ثم فإن مشاركة الشباب في مسابقات هادفة مثل المسابقات القرآنية تحد من هذه الظواهر السلبية وخاصة عندما يتم تسليط الضوء عليها من خلال وسائل الإعلام، ولاشك أن الشباب بحاجة إلى التشجيع والتحفيز للاشتراك في أمور تعود عليهم وعلى مجتمعهم بالخير والفائدة وليس هناك أفضل من كتاب الله تعالى الذي يستطيع أن يحقق الخير كله، ومن هنا تأتى أهمية المسابقات القرآنية في إكساب الشباب المسؤولية والقدرة على تحملها وتحمل رسالة الدعوة إلى الله وخدمة الإسلام الحنيف.