شهد مكتب الضمان الاجتماعي بجدة يوم أمس طوال فترة الدوام الرسمي وقوف أعداد ممن ينتظرون أهاليهم وذويهم تحت أشعة الشمس الحارقه وهم صائمون، حيث يفتقر المبنى لأماكن انتظار مظللة ومكيفة للرجال تتسع لهذه الأعداد. وقد تحدث ل «المدينة» عدد من المراجعين والمراجعات أبدوا العديد من الملاحظات عن أداء المكتب، حيث قال عدد من المراجعين إنهم وجدوا أنفسهم مضطرين للوقوف خارج المبنى حيث منعهم رجال الأمن من الدخول بحجة أن اليوم مخصص للنساء. وقال مراجعون ينتظرون أسرهم بالداخل: لا نعلم ماذا يدور في أروقة الضمان الاجتماعي، فربما كانت هناك حركة نقل أو ترقيات أو إعادة هيكلة، فمدير الضمان غير موجود ونائبه كذلك، ونحن تحت رحمة الموظفين. وعبروا عن حاجتهم في هذه الأيام المباركة إلى التعاون والتعامل الجيد، خصوصا وأنهم مقبلون على العيد، مشيرين إلى ما يجدونه من سوء معاملة واتكالية من قبل الموظفين- على حد قولهم- فيما لفت بعض المراجعين إلى عدد من النقاط الجوهرية كموقع المكتب الخالي من أي خدمات، فكثير من مستفيدي الضمان خاصة النساء يأتون ويتكبدون المشقة والعناء إضافة إلى التكلفة المالية وذلك لاعتمادهم على سيارات الأجرة العامة، وحال وصولهم يعيدهم الموظف من حيث أتوا بدعوى أن هناك مستندًا أو ورقة ناقصة تحتاج إلى تصوير، فيضطر المراجع أو المراجعة لاستقلال سيارة الأجرة مرة أخرى لتصوير ورقة! علما بأنه تتوفر بالمكتب آلات تصوير يرفض الموظفون خدمة المراجعين منها، ولا توجد حول مبنى الضمان أية قرطاسية أو غيرها لتصوير الأوراق. رفضوا الإستماع إليّ يحيى الزهراني يقول: لدي تسعة أبناء، وأنا متقاعد وراتبي التقاعدي لا يكفي لأي شيء، ولا يؤمن لنا متطلبات المعيشة الأساسية، خصوصا وأنه مجزأ إلى أجزاء كثيرة هنا وهناك، وحين أتيت للتقديم في الضمان لم يقبلوني وأخبروني بأني غير مستحق، تم ذلك بطريقة غير مقبولة ولم يستمعوا إليّ أو يعيروني اهتماما، وعند محاولتي تقديم مبررات استثنائية رفضوا مجرد الاستماع لما أقول. الكل مدير على الآخر أحد المراجعين رفض ذكر اسمه خوفًا من إجراءات تعسفية من إدارة الضمان- على حد تعبيره- تحدث عن عدة نقاط هامة تتمثل في معاناة مراجعي الضمان من جراء التعطيل المستمر وتأخر الموظفين عن مواعيد الدوام الرسمي وتعاملهم السيئ مع المستفيدين، كما أنه ليس هناك مدير ثابت للضمان حاليًا فالكل مدير على الآخر، والكل يحول المراجعين للآخر دون إنجاز. وأضاف: لم نرَ أي معونات إضافية خلال شهر رمضان المبارك رغم مطالعتنا في الصحف بإيداع وزارة الشؤون الاجتماعية لمبالغ طائلة لصالح مستفيدي الضمان. حرموني راتب الضمان وأبدى محمد ربيع امتعاضه الشديد وبث شكواه ل»المدينة « قائلاً: حرمت على مدار عام كامل من الراتب الضماني الشهري الذي اعتمد عليه كثيرًا بعد الله، كدخل رئيس بدعوى أن إحدى بناتي غير مضافة في كرت العائلة، فهل هذا مبرر لمنعي من الاستفادة من حقي في الضمان الاجتماعي عامًا كاملاً رغم أنني مستوفٍ للشروط والأوراق ولدي بطاقة ضمانية سارية المفعول، لذا توجهت بشكواي لإمارة منطقة مكةالمكرمه لإعادة الأمور إلى نصابها. غياب الإدارة وطالب كل من (أبوعبدالله مجرشي)، و(حسن الزهراني) الجهات المعنية بالتدخل لإعادة الأمور إلى نصابها والقضاء على العشوائية الواضحة في عمل المكتب في ظل غياب إدارته الحالية تمامًا «فلا نعرف أين نجدهم أو نتكلم مع من». وسائل بديلة للتواصل «المدينة» رصدت تواجد عدد من المسنات حضرن إلى مبنى الضمان الاجتماعي بسيارات الأجرة العامة بسبب عدم وجود أية وسائل بديلة للتواصل مع المكتب من هاتف أو موقع إليكتروني يغنيهم عن الحضور. معظم المسؤولين في إجازة ومدير الصالة يتمسك ب “عكاز الأعمى” ولم تفلح محاولات «المدينة» للدخول إلى مبنى الضمان الاجتماعي لمقابلة المسؤولين إن وجدوا، والاستماع إلى وجهة نظرهم حيال شكوى المستفيدين، حيث رفض رجال الأمن دخولنا دون تلقي توجيهات بذلك من الإدارة، أجرينا عدة اتصالات هاتفية بعدد من مسؤولي الضمان، اتضح أن معظمهم يتمتعون بإجازاتهم السنوية، وأوكلت الأمور إلى مدير الصالة محمد السويل الذي تحدث عن تطبيق النظام بكل حزم، مطالبًا «المدينه» بالرجوع ومخاطبة المكتب رسميًا لرفع معاملة كاملة إلى وزارة الشؤون الاجتماعية ممثلة بوكالة الضمان الاجتماعي ليتم النظر فيها، ومن ثم اعتمادها في حال وافقت المصلحة العامة، وذلك لعمل تقرير عن مجريات الأوضاع في مكتب الضمان الاجتماعي. وحين واجهناه بأن المديرين السابقين والمدير الحالي محمد اللحياني دائما ما يتجاوبون مع الصحافة ويسمحون لها بالتصوير، قال إن المدير الحالي مجاز، وأنه هو المسؤول حاليا (السويل) ولا دخل له بما كان يفعل سابقوه، مضيفًا بأنه لا يعترف بغير الإجراءات النظامية. يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتصرف فيها السويل مع «المدينة» بهذه الطريقة، حيث سبق أن قام بالتصرف نفسه قبل أقل من شهر.