تأييد نهج المقاومة ضد العدو الصهيوني لا يعني ولا يستتبع بالضرورة ، تبني الخلفيات الأيديولوجية لحركات المقاومة المسلحة في العالم العربي . حركات المقاومة العربية تنتمي إلى مختلف التوجهات والخلفيات الأيديولوجية ، ابتداء من الإسلاميين ومرورا بالقوميين والليبراليين الشرفاء وانتهاء باليسار بما فيهم بقايا الشيوعيين . و التعاطف مع أية حركة للمقاومة بغض النظر عن انتماءاتها الأيديولوجية ، هو شيء طبيعي ولا يستحق كل تلك الضجة التي يبديها بعض الكتاب والمثقفين الذين يعتبرون تأييد المقاومة الفلسطينية ممثلة في حركة حماس هو تأييد لأجندة الإخوان المسلمين ، ويعتبرون أن التعاطف مع المقاومة اللبنانية هو مظهر من مظاهر الإيمان بولاية الفقية .. ! وإذا كان الموقف المخجل للمقاومة اللبنانية وحركة حماس من قضية الشعب السوري يستحق الإدانة ، فإن ذلك لا يعني الكفر بنهج المقاومة ، ولا يبرر العداء المطلق لتلك الحركات حتى في صراعها ضد العدو الأزلي المشترك . المسألة ليست بهذه السهولة أو السطحية ، فالمقاومة عمل وطني صرف وليست أيديولوجيا ، والعمل الوطني لا يمكن أن يكون حكرا على أحد ، كما أن مظلة العمل الوطني تتسع للجميع بغض النظر عن الاختلافات الأيديولوجية أو الرؤى الفكرية أو المشاريع السياسية التي يسوق لها كل تيار أوحركة من حركات المقاومة . هذا هو الشيء الطبيعي وهذا ما تناقلته وقائع التاريخ عن جميع حركات المقاومة ضد الاحتلال سواء في العالم العربي أم في أوروبا التي اشترك ليبراليوها ويساريوها وقوميوها في مقاومة الاحتلال النازي إبان الحرب العالمية الثانية . تجاهل كل تلك الحقائق يصعب التعامل معه في إطار حسن النية ، خصوصا إذا ما حاول المتجاهلون استعداء السلطة ضد مخالفيهم عن طريق كيل الاتهامات غير المشفوعة بدليل أوحتى قرينة لكل من يؤيد المقاومة كنهج ، ولكل من يتعامل معها بصفتها أنبل تجسيد لفلسفة العمل الوطني . لكي نفهم المسألة علينا ان نراجع أولا أداء هؤلاء الكتاب والمثقفين تجاه القضية الفلسطينية وبالذات أثناء محطات الصراع الخطيرة خلال العقد المنصرم ، كحصار غزة وعدوان إسرائيل على كل من لبنان وفلسطين ، واستمرار الاستيطان ويهودية الدولة ، وغيرها من المحطات المهمة . أية محاولة لفهم ما يطرحه هؤلاء يجب أن تنطلق من هنا أولا . [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (7) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain