سلامٌ من صبا بردى أرقُودمعٌ لا يُكفكفُ يا دمشقُ لقد حيا أحمد شوقي دمشق ووصف رقة نسيمها وصباها ، ودمعه على ما حل بحماها . ثم انتقل موضحاً أهمية النضال في سبيل الحصول على الحرية وأنها لن تأتي بسهوله فقيمة الوطن غالية ومهر الحرية باهظ . وقفتم بين موتٍ أو حياةٍ فإن رمتم نعيم الدهر فاشقوا وللأوطان في دم كل حر يدٌ سلفت ودينٌ مستحقُ ومن يُسقى ويشربُ بالمنايا إذا الأحرارُ لم يُسقوا ويَسقُوا ؟ ولا يبني الممالك كالضحايا ولا يُدني الحقوقَ ولا يُحِقُ ففي القتلى لأجيالٍ حياةٌ وفي الأسرى فدىً لهُمُ وعِتقُ ثم جاء البيت الذي صار بيت القصيد في هذه الأبيات : وللحريةِ الحمراءِ بابٌ بكل يدٍ مضرجةٍ يُدقُ نعم إنها الحرية الحمراء يا أبطال سوريا ، الحرية التي ثمنها الدماء التي تُراق من أجساد الشهداء المناضلين ، فبلدكم بلد النضال بلد الرجال الذين لا يرضون بالذل والهوان . انظر إلى هذه الصورة التي يجسدها خليل مردم بك في زمن الثورة السورية سنة 1925م ، والتي لم تكن بنت الخيال بل كانت بنت الواقع ، صورة الأم التي قتلوا بعلها فهربت تحمل طفلها ، فأصابته شظية بترت يده ، فضمت إلى صدرها جسداً جريحاً ينزفُ دماً : تخطت ِ النارَ ليلاً وهي حاملة ٌ طفلاً قضى برصاصِ القومِ والدُهُ فما تناءت بهِ حتى أتيحَ له شظية بانَ منها ساعدُهُ ضمت إلى صدرها شِلواً يسيلُ دماً كالطيرِ هاضَ جناحاً منهُ صائدُهُ ثم تمنى لهول ما رأى أن يكون أعمى حتى لا يرى : يا هولَ ذلكَ من مرأىً شهِدتُ وقد ودِدتُ لو كنتُ أعمى لا أشاهدُهُ وهذا عز الدين التنوخي يصفُ ما لقيت حماة : أعلمتَ أن حماة لم يدَعُوا بها حجراً على حجرٍ يُريكَ ظلالها عرج على الوادي فليس به سوى « العاصي» يُريقُ من الدموعِ سجالها وسوى النواعير التي بنواحها تبكي حَماةُ نساءَها ورجالَها لكم الله يا أهل حماة ، فهو الناصر الوحيد وهو القادر على أن يرفع ما حل بكم من بلاء فله الملجأ وله المُشتكى وبيده الغوث . غرم صالح الغامدي-الباحة