في ثنايا هذه الكليمة ثناء قد يكون صاحبه في غنى عنه، خاصة أن أبواب الاختلاف مع صاحبه كبيرة ومتسعة، لكن لا بد من تسطير مشاعر التقدير كما مقالات الاختلاف عندما يطف الكيل بالنسبة لي تجاه ما تنشره الشرق الأوسط في أحيان كثيرة. الشكر موصول لأسرة تحرير الشرق الأوسط، وعلى رأسها رئيسها طارق الحميد، ذلك أن صحيفة العرب الدولية حفظت للقضية السورية وهجها باستمرار منذ الانتفاضة قبل شهور وحتى الساعة. لقد تصدر الحدث السوري الصفحة الأولى على مدار أيامه التي نسأل الله ألاّ تطول، وأن تنتهي بسقوط النظام البائس الحاقد. وليس ذلك فحسب، بل إن الشرق الأوسط عمدت إلى نشر مزيد من التفاصيل في الصفحات الداخلية بعد صفحة الغلاف مباشرة. باختصار ساهمت الشرق الأوسط في فتح الحياة لشرايين القضية الشعبية العادلة حتى لا تموت وتُطوى. وبهذه المهنية الراقية استطاعت الشرق الأوسط أن تمارس شيئاً من الوخز البطئ في الضمير الرسمي العربي حتى (تلحلح) قليلا، فكانت همهمات جامعة الدول العربية التي أصابها صمم طويل، إذ لم تكن تسمع مع أنها كانت تقرأ الشرق الأوسط كل صباح، مطلعة على إحصائيات القتلى وفنون التعذيب وصولة الدبابات وهدير المدافع، ومناظر البيوت الآمنة وقد هُدمت، والأسر المسالمة وقد شردت، والمآذن الصامتة وقد أسقطت. ومع تحفظي على الكيفية التي عالجت بها الشرق الأوسط أحداث مصر الشقيقة، فإن الحال قد اختلف تماماً مع أحداث سوريا. ولا أعني بذلك انحيازاً كاملاً ضد النظام بل أحسب أن التغطية الرائعة كانت متوازنة وشفافة وعادلة. ولأن الشعب بكافة فئاته كان المظلوم (بجدارة) والضحية (بوضوح)، فقد كانت التغطية المحايدة منصفة للطرف الأضعف صاحب القضية العادلة والمطالب المستحقة منذ أمد طويل. ولم يكن في المقابل لدى النظام شيء يقدمه سوى القتل والدمار والعنف والإرهاب إضافة إلى الوعود الفاضية والكذب المفضوح والمكر السيئ. تهنئة خاصة لأسرة تحرير الشرق الأوسط لهذا الجهد المشكور.. جهد يستحقه إخوتنا في سوريا بكل جدارة.. حفظ الله دماءهم وأعراضهم وأعاد إليهم طمأنينتهم وأمنهم وأبدلهم نظاماً عادلاً رحيماً شفيقاً بهم. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain