بالنسبة للمتشائمين بطبعهم ، تبدو محاضرة المفكر الأميركي نعوم تشومسكي الأخيرة حول الثورة المصرية ومخططات الثورة المضادة التي تستهدفها ، مثيرة للقلق . المفكر الأميركي المعروف بعدائه للنظام الرأسمالي والهيمنة الأميركية وسطوة رجال الأعمال ونفوذهم الكبير في اميركا وفي العالم ككل ، كانت له رؤية خاصة جدا ومتشائمة إلى حد ما عن محاكمة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك . يقول تشومسكي في محاضرة له يمكن الرجوع إلى مقتطفات منها على موقع يوتيوب الإلكتروني ، أنه لا يرى في تقديم مبارك للمحاكمة نصرا كبيرا للثوار كما يبدو للوهلة الأولى ، بل على العكس . ذلك ان تقديم مبارك في هذا التوقيت الذي اصطدمت فيه كل مطالب الثوار بحائط سميك من الرفض والمماطلة من قبل المجلس العسكري ، هو مجرد محاولة لتخدير الناس حسب رأي تشومسكي . ولقد صور تشومسكي محاكمة مبارك حرفيا بأنها ((ليست إلا قطعة حلوى قدمها المجلس العسكري للثوار لكي يعودوا إلى بيوتهم وينسوا مطالبهم وأهداف ثورتهم )) . وهو بالتأكيد تحليل لا يخلو من وجاهة ، لكنه يعكس من جهة اخرى - وهذا هو المهم حسب وجهة نظري – مدى الاهتمام الذي يتطلع به كل أحرار العالم إلى الثورة المصرية . هذا الاهتمام الشديد له دلالة مهمة جدا ، وهي كم ونوع الآمال التي يعلقها أحرار العالم بما فيهم المفكرون الكبار من امثال نعوم تشومسكي ، على الثورة المصرية في تصحيح الأوضاع وفي تغيير مسار الوعي في المنطقة ، وبالتالي في العالم أجمع . هذا ما يجب أن نستشفه من كلام تشومسكي الذي يبدو حريصا إلى أقصى درجات الحرص على نجاح الثورة في مصر . نعم كلام تشومسكي يدعو للقلق ويستدعي الانتباه والحذر الذي ولحسن الحظ لم يفارق ثوار مصر منذ نجاح ثورتهم في اسقاط نظام مبارك ، لكن هذا الكلام وهذا القلق على مصير الثورة من قبل مفكر عالمي له ثقله ، يعني أن الثورة قادرة إذا ما حققت الجزء الأعظم من أهدافها ، على إحداث تغيير ضخم جدا ربما تكون له انعكاسات أبعد مما يتخيل الكثيرون . ما يحدث في مصر منذ الخامس والعشرين من يناير وحتى الآن ، خطير جدا بالمعنيين الإيجابي والسلبي . للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (7) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain