لقي أحد عشر شخصا على الأقل حتفهم اليوم الخميس عندما اجتاح الجيش السوري وقوات الأمن منطقة القصير في مدينة حمص وسط سورية. وأكد رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان أن دبابات الجيش انتشرت وسط مدينة سراقب بمحافظة إدلب بعد اقتحام المدينة صباح اليوم الخميس وأضاف عبدالرحمن أن أجهزة الأمن بدأت " حملة مداهمات واعتقالات واسعة طالت أكثر من 100شخصا حتى الآن بينهم 35 طفلا.. وتقوم قوات الجيش بتحطيم أبواب المحلات التجارية العائدة للنشطاء المتوارين بحثا عنهم..وقطعت الكهرباء عن المدينة". ونقلت قناة "العربية الإخبارية عن شهود قولهم إن دوي إطلاق نار كثيف سمع في القصير التي كانت مسرحا شهد اندلاع العديد من المظاهرات الليلية المناهضة للحكومة منذ بداية شهر رمضان مطلع أغسطس الجاري. واضاف شهود العيان ان قوات الامن السورية تقوم بحملات اعتقالات واسعة النطاق. ومن ناحية اخرى ، اغلقت المحال ابوابها وخلت الشوارع من المارة تقريبا في مدينة حماة وسط سورية وارتفع الدخان من السيارات التي اتت عليها النيران اليوم الخميس حسبما ذكرت وكالة انباء الاناضول شبه الرسميةالتركية. و كان مراسل من وكالة الاناضول من بين مجموعة صغيرة من الصحفيين الذين تم السماح لهم بدخول حماة بعد مرور يوم على قيام الجيش السوري بسحب دباباته وعرباته المدرعة. وقالت وكالة الاناضول ان الصحفيين كانوا يخضعون للاشراف والرقابة الشديدة من جانب السلطات. جاء الهجوم الجديد بعد مرور ساعات على مقتل 27 شخصا ليلا على أيدي عناصر الأمن في ثلاث مدن مضطربة، بحسب نشطاء مناهضين للحكومة. وقال اتحاد اللجان التنسيقية للثورة السورية، إن 19 مدنيا قتلوا في حمص. وأضافت إن الضحايا سقطوا في مدينة دير الزور وفي إدلب وبث ناشطون على الإنترنت صورا لإطلاق نيران أسلحة رشاشة على مئذنة جامع عثمان بن عفان في محافظة دير الزور، ما أدى إلى سقوط المئذنة. وألقى النشطاء باللائمة على الجيش وعناصر قوات الأمن. فيما أظهرت لقطات أخرى ما وصفه النشطاء باحتجاجات ليلية مناهضة للحكومة في العديد من المناطق السورية منها حمص ومحافظة درعا جنوبي البلاد وأحياء بلدة حرستا قرب دمشق. ونقلت محطة "الجزيرة" الإخبارية عن السكان قولهم إن القوات لم تنسحب من حماة التي تشهد عملية عسكرية مستمرة منذ عشرة أيام. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس الأربعاء إن السفير التركي لدى دمشق زار مدينة حماة وأفاد بأن الدبابات بدأت في مغادرة المدينة. وعادت الدبابات إلى مدينة حماة بعد انتهاء الزيارة ، التي رافق عدد من الصحفيين خلالها المبعوث التركي بحسب النشطاء. على صعيد منفصل بث التلفزيون السوري الرسمي "اعترافات" أدلى بها رجل وصف بأنه ينتمي لل" عناصر الإرهابية" في حماة. وقال الرجل إن جماعات مسلحة كانت مشاركة في الهجمات وفي الأعمال التخريبية التي تجري في المدينة. وتقول الحكومة السورية إن حملتها الأمنية تستهدف الجماعات المسلحة المتورطة في "مؤامرة خارجية" وتعهدت بعدم التراجع. وتتواصل الحملات القمعية فيما يتزايد الضغط الدولي على حكومة الرئيس بشار الأسد. وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أوصل " رسالة شديدة اللهجة" للأسد أمس الأول الثلاثاء. وقال مسؤول دبلوماسي أمريكي لصحيفة " نيويورك تايمز" إن الولاياتالمتحدة يزداد يقينها أن الأسد لن يستطيع الصمود للأبد وأن هناك خططا توضع لمرحلة ما بعد الأسد وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن، إن نحو 1750 مدنيا و406 من عناصر الأمن لقوا حتفهم منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة برحيل الأسد عن السلطة في منتصف مارس الماضي. غير أنه يصعب التحقق من هذه التقارير من مصدر مستقل ، نظرا لأن السلطات السورية تمنع معظم ممثلي وسائل الإعلام وجماعات حقوق الإنسان الدولية من دخول البلاد.