ضمن عدد من الممارسات السلبية التي تبرز إلى السطح خلال شهر رمضان المبارك، النوم داخل المساجد نهارًا بشكل غير لائق حيث تجاوز كونه وقتًا يستقطعه المصلي للاسترخاء والراحة بعد تلاوة آيات من كتاب الله تعالى، فأصبح البعض يحضر وسائد وبطاطين للنوم الجيد داخل المسجد. «المدينة» رصدت هذه الظاهرة في أحد مساجد جنوب محافظة جدة وتحديدا في منطقة الخمرة حيث يكتظ بالعمالة الوافدة النائمة في منظر يشوه تماما «الصورة والهدف»، وكانوا قد أعدوا العدة بإحضار وسائدهم وبطاطينهم، كما أن هناك مساجد أخرى في مختلف أنحاء المحافظة يتكرر فيها ذات المشهد، ولكن بصورة أخف من سابقها. مشهد غريب عن هذه الظاهرة قال ابراهيم عداوي: من خلال أدائي لصلاتي الظهر والعصر في عدد من المساجد على مدى الأيام السابقة من الشهر الكريم لاحظت بالفعل عددا كبيرا ممن يستقلون بيوت الله بغرض النوم العميق، وهم يأتون خصيصا لهذا الغرض، أي أنهم لم يكونوا متواجدين بالمسجد أصلا لصلاة أو تلاوة القرآن، وهذا مشهد خارج عن المألوف والعادة. ويضيف كل من ناصر حريصي وعلي جبران: «المساجد مكان للعبادة بالدرجة الأولى، ومن المفترض أن يعي الجميع ذلك»، لافتين إلى أن بعض العمالة وخصوصا من الآسيويين غير الناطقين بالعربية لا يدركون ذلك ولا يهمهم سوى ان هناك مكان مهيأ للنوم. فرق مراقبة مديرعام الأوقاف بجدة الشيخ فهيد البرقي نفى أن يكون الأمر وصل حد الظاهرة، مشيرا إلى أن هناك فرق مراقبة تمر على المساجد بشكل مستمر لضبط أي تجاوزات من هذا القبيل كإحضار البطاطين وما إلى ذلك، كما أن أئمة المساجد لديهم تعاميم بإغلاقها أولا بأول. وأضاف: المساجد في النهاية مأوى للمسلمين وخصوصا في شهر رمضان الكريم، فالصائمون خصوصا من كبار السن يمكثون بالمسجد لتلاوة كتاب الله وحين يجهدون يتمددون لأخذ قسط بسيط من الراحة، كما أن موقع المسجد عادة هو الذي يحدد الموقف، فإذا كان بالقرب من إدارة حكومية أو مثل ذلك فيلجأ البعض للراحة به، وفي أوقات الأزمات نحن نفتح المساجد لاستقبال الناس للأكل والشرب والنوم بتوجيهات من حكومتنا الرشيدة وهذا لا يتنافى مع الدين ولا الشرع، مشيرا إلى ان مساجد جدة استقبلت أعداد كبيرة من المنكوبين في كارثتي السيول الأخيرتين.