واصل الرئيس السوري بشار الأسد قصف مدينة دير الزور في شرق البلاد بالدبابات اليوم الأثنين لكن عزلته الدولية زادت بعد أن أدانت دول عربية مجاورة حملة العنف التي يشنها واستدعت سفراءها من دمشق. وأصبحت حملة الأسد المستمرة منذ خمسة أشهر على معارضيه واحدة من أشد الأحداث دموية في موجة الاضطرابات التي تجتاح العالم العربي هذا العام. وتفاقم العنف في الأيام السبعة الماضية بعد أن أمر الأسد بشن هجوم بالدبابات على مدينتين. وذكر أحد السكان ويدعى محمد أن ضاحية الحويقة تتعرض لقصف عنيف من مركبات مدرعة وأن المستشفيات الخاصة مغلقة وأن الناس يخشون نقل المصابين للمنشآت الحكومية لأنها تعج بالشرطة السرية. وقال أن 65 شخصا على الأقل قتلوا منذ اقتحمت دبابات ومركبات مدرعة المدينة الواقعة على بعد 400 كيلومتر شمال شرقي دمشق أمس الأحد وسحقت حواجز وفتحت نيرانها. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن من بين القتلى أم وطفليها وامرأة عجوز وفتاة صغيرة. وتفرض سوريا حظرا على أغلب وسائل الإعلام المستقلة منذ بداية الاحتجاجات الشعبية ضد الأسد الأمر الذي يجعل من الصعب التحقق من روايات السكان والنشطاء والسلطات. والانسحاب المفاجيء لسفراء دول عربية خليجية يترك للأسد أصدقاء دبلوماسيين قلائل. وفرضت الدول الغربية عقوبات على مسؤولين سوريين وحذرت دول لها علاقات وثيقة مع دمشق مثل روسيا وتركيا الأسد من أن الوقت أمامه ينفد. لكن الدول لم تقترح القيام بعمل عسكري مثل الذي شن ضد الزعيم الليبي معمر القذافي. وقال شهود عيان ونشطاء أن القوات السورية قتلت ثلاثة أشخاص على الأقل اليوم الأثنين عندما أطلقت النار على جنازة أحد المحتجين الذين يطالبون بالديمقراطية في مدينة درعا بجنوب البلاد. وقال رامي عبد الرحمن من المرصد السوري لحقوق الأنسان أن من بين القتلى معين يوسف عودات وهو ناشط سياسي بارز أفرج عنه من السجن أخيرا. وأقيمت الجنازة لشاب اعتقل في وقت سابق هذا الأسبوع على أيدي قوات الأمن عندما شارك في إحدى المظاهرات اليومية المناهضة لحكم الأسد. وقال أقارب للشاب تم الاتصال بهم هاتفيا في درعا أن جثته سلمت إلى أقاربه في وقت سابق اليوم الأثنين وبها علامات تعذيب واضحة. وجاء الهجوم على دير الزور المنتجة للنفط والمتاخمة للعراق بعد أسبوع من اقتحام دبابات مدينة حماة التي يقول ناشطون أن العشرات قتلوا فيها أيضا. وقالت الوكالة العربية السورية للانباء اليوم الأثنين أن الجيش ينهي عملياته في حماة. لكن نشطاء في حماة قالوا أن الدبابات مازالت موجودة في أجزاء من المدينة وأن قوات الأمن تقوم باعتقالات. وقال المرصد أن 1500 شخص اعتقلوا في حي الجراجمة بحماة وقتلت القوات ثلاثة مدنيين. ودعت الجامعة العربية إلى وضع نهاية لإراقة الدماء. وكررت فرنسا نداءً للأسد لإنهاء الحملة العسكرية التي تقول منظمات حقوقية أنها أسفرت عن مقتل أكثر من 1600 مدني. ونفت السلطات السورية وقوع أي هجوم في دير الزور. وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء أن دير الزور لم تدخلها دبابة واحدة ووصفت التقارير عن وجود دبابات في المدينة بأنها من عمل قنوات تلفزيونية فضائية محرضة. وتقول السلطات السورية أنها تواجه هجمات مسلحة منذ بدء الاحتجاجات في مارس وألقت اللوم على مخربين مسلحين وحملتهم مسؤولية مقتل مدنيين واتهمتهم بقتل 500 فرد من رجال الأمن. وعرض التلفزيون السوري أمس الأحد صورا لجثث طافية على مياه نهر العاصي قرب حماة وقال أن 17 من رجال الشرطة قتلوا في كمين في المدينة. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي أقام علاقات قوية مع الأسد ولكنه بات يوجه انتقادات حادة للحملة أن وزير خارجيته أحمد داود أوغلو سيزور دمشق غدا الثلاثاء. وقال اردوغان أن وزير خارجيته سيسلم "رسالة حاسمة" مما دفع مستشارة الرئيس الأسد لوصف البيان التركي بأنه غير متوازن. وقالت الخارجية الأمريكية أن هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية تحدثت مع نظيرها التركي أمس الأحد وطلبت منه "دعم" موقف واشنطن المطالب بأن تعيد سوريا القوات إلى ثكناتها وتفرج عن السجناء السياسيين.