* منذ شهر مارس الماضي، أي قرابة الستة أشهر، والدماء الزكية تجلل أرض الشام من شماله إلى جنوبه ومن غربه إلى شرقه، والمدرعات تستبيح كل شيء وتفتك بأي شيء. والعالم كله يتفرج ولا يحرك ساكناً، حتى أمة العرب لم تتحرك لتصون دماء تهدر بلا سبب وأرواح تزهق لشهوة سلطة وحب انتقام وروح حقد. * جامعة الدول العربية أثبتت مع الزمن أنها شكل ومظهر ومصدر رزق للموظفين العاملين فيها فعبر التاريخ العربي لم تفلح أبداً في حماية العرب لا من أعدائهم الخارجين ولا من سطوة السلطة الداخلية ولا من النزاعات المسلحة بين الدول كما حدث حينما اجتاحت جحافل صدام حسين أرض الكويت واحتلتها في عزّ النهار وتحت سمع وأبصار الجامعة ودول عربية مؤيدة. * واليوم والدماء الطاهرة لمدنيين أبرياء تزهق حتى في دور العبادة وفي شهر كريم لا يتحرك أحد من العرب ليقول كلمة حق في وجه الظلم والاستبداد بل أعجب ما أعجب أن العرب والمسلمين أثاروا أيام احتلال صدام أرض الكويت «حرمة» القتال في شهر رمضان المبارك، كما يثيرونها الآن مع قوات حفل شمال الاطلسي «الناتو» في قصفه لقوات طاغية ليبيا، وكأن أداة القتل غير العربية ممنوع ومحرم عليها انتهاك حرمة رمضان أما أداة القصف والقتل والتدمير والتعذيب البشع الذي تقوم به القوات السورية والليبية فلا بأس بها لأنها عربية. * منطق عجيب وغريب.. إضافة إلى اللا معقولية في مبررات بعض العرب بأن ما تشهده المدن والبلدات والقرى السورية من انتهاك بشع لحقوق الإنسان ولآدميته أنما هو شأن داخلي ولا يجب التدخل فيه.. حتى عندما أعلنت إيران تأييدها الكامل للنظام السوري في قمع المتظاهرين بوحشية لم يتدخل أو ينطق أحد من العرب بما فيها جامعتهم المهيبة؟! * الناشطون السوريون الذي يودون رؤية بلدهم وقد أصبح في أمن واستقرار في ظل نظام يحترم ويحمي حقوق الشعب كتبوا بألم وحسرة على مواقع التواصل الاجتماعي «الفيس بوك»..»إن ا لله معنا فهل أنتم معنا؟!» وهم إنما يعبرون بذلك عن إحباطهم من فعل العرب وسكوتهم «المخيف».. ولكن طالما كان الله معهم فإن نصرهم قريب بإذن الله. * دعاة القومية صموا آذاننا طوال السنوات الماضية دفاعاً عن النظام السوري بحجة قيادته «للممانعة» ضد اسرائيل وكنا نكرر ونقول أين الشعارات البراقة والجيش الباسل من أرض الجولان المحتلة التي لم يطلق فيها رصاصة واحدة منذ حرب 73م وأين كل هذه البطولات الدنكشوتية التي نراها الآن تزهق أرواح الابرياء من أبناء الشعب السوري من العدو الاسرائيلي المحتل لأرض سورية عزيزة؟؟ أم أنه «أسد عليّ وفي الجولان نعامة!؟». * يا سادة المبادئ لا تجزأ ولا يمكن لعاقل أو صاحب منطق حق أن يجيز ما يحدث من قتل وتدمير في أرض الشام المباركة لمجرد شهوة سلطة وحماية «زمرة» فالدين الاسلامي يحث على صون الدماء وحفظ الروح البشرية... والمبادئ والفضائل تأبى أن توافق على هكذا انتهاك من القوات السورية وعصابات الشبيحة، والأخوة العربية تفرض نصرة المظلومين بالغالي والنفيس..فلا بد وأن يتحرك العقلاء من العرب لحقن الدماء وإيقاف نهرها السائل بغزارة تقشعر منها الأبدان، والأمن والاستقرار في أي بقعة عربية ينعكس ايجاباً على بقية أقطار العرب والفوضى وسيادة الوحشية تنال بشررها الجميع... فاكس 6718388 جدة [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (10) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain