حين أتأمل الأحداث الراهنة في معظم البلدان المجاورة لا أرى سوى ثقوبًا موغلة في العتمة غطّت بعض مساحات كرتنا الأرضية، وركامات من الغيوم الملبدة تتسلل رويدًا رويدًا فتطبق على أنفاس ساكنيها. الجموع هنا متناثرة، وبعض الأيدي متصالبة، وأسلحة الشيطان تمطرهم بوابل من نار فتذيب الأجساد على أرصفة الموت. إنها الصور التي تتوالى هذه الأيام أمام أبصارنا، فاختلطت وقائع أحداثها وتداخلت بين الهتافات المطالبة والمؤيدة والمعارضة والمندِّدة، فتمزقت الأهداف بين ميليشيات التحزب والتآمر والدخول في تفاصيل التفاصيل، وتخبّطنا فلم نعد ندري ما يريدون وإلى ماذا يهدفون؟!. نشيح بأبصارنا قليلاً عن الصور التي أدمت مشاهدها قلوبنا لنجد أنفسنا أمام صورة أخرى تملأ حدقات العيون، فيُجلى البصر وتتضح الرؤيا، تطمئن النفس وتنشرح الصدور عند رؤيتها، إنها بقعة مباركة من الأرض خلقها الله لتبقى خالدة ما دامت الحياة، هو وطني غراس الإيمان والأمن والسلام، هو خميلةٌ شمسُها فَيّ، وهجيرها جنات وارفة، ورمالها المسك والعنبر، هو الملهم الذي امتطينا من أجله صهوة الحرف لنكتب ونكتب ونكتب، فلا تضمر قريحتنا ولا تكل أيدينا.. فإن كان للسلام معنىً فهو هذا الوطن، وإن كان للأمان حضن فهو هذا الوطن، وإن كان للبلابل شدو فهي حروف اسمه، وإن كان للجمال سحر فأرضه وسماؤه وبحره وبره، وإن كان للعزة أرضٌ فهنا الأرض والمنبت والأصل. مشاهد الصورتين تجعلنا ندرك تمام الإدراك ما نحن فيه من نعم! ونعي أن الصور الأخرى لها أسبابها ومسبباتها وظروفها التي أجبرت شخوصها على خوض تلك الأحداث.. لنقول الحمد لله. مرصد.. ردًا على بعض من يجحد ويُقلِّل من شأن وطني.. وطني ليس ككل الأوطان، فقد اختصه الله بكراماتٍ يندر أن يجتمع مثلها على أي أرض أخرى.. جعل الله خاتمة رسالاته على أرض وطني، وكرّمه بأقدس البقاع، فأضحى سكنًا وموئلاً للمسلمين كافة، وحباه بالمكانة الرفيعة فسخَّر لنا وله ولاة أمر يخشون الله فينا وفيه، فهل نسيتم أنه بالشكر تدوم النعم. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (76) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain