* اليوم رمضان والكتابة في هذا الشهر هي كتابة لا بد أن تكون خفيفة جدًا على القراء الذين لهم في قلبي مكانة خاصة، ولي في قلوبهم غرف كبيرة، وبهذه المناسبة يطيب لي أن أقول لهم جميعًا شهركم مبارك وعساكم من عواده، ولأن لرمضان في ذاكرة كل منا حكايات سوف تكون حكايتي اليوم عن الحفرة، وهي حكاية لرجل جاء من فرسان وهو يكاد لا يبصر، وفي حي الهنداوية كانت له حكاية معاناة مع أطفالها وشقاوتهم، فقد استغلوا ضعف بصره وحاجته لهم، حيث كان يسألهم عن خلو الطريق من الحفر، مع أن سؤاله كان غالبا يأتي منه بحب، وبوالديه راعية يوم كان يناديهم يا أولادي هل أمامي حفرة..؟! وهنا كانت تأتي شقاوتهم في الرد عليه بطريقة مؤذية، لتنتهي حكايته مع السؤال بمعاناة حين لقبوه (بعم حفرة)، لتبقى الحفرة تطارده وهو يطارد الأطفال، وكنت أتألم كثيرا حين أرى دماءه تنزف، والسبب الحفرة!!! * القضية هي ليست قضية (عم حفرة) بل القضية هي قضية مدينة جدة، التي أصبحت كلها حفرة، وبطريقة لافتة، والسؤال هو: أين عنها أمانتها الموقرة..؟! أمانتها التي أجزم أنها تعي تمامًا حجم مأساة جدة مع الحفر!! جدة التي أصبحت تحاصرها الحفر من كل مكان، وفي كل مكان، وصدقوني لو قلت لكم إن في كل شارع مئة ألف حفرة، ربما يكون العدد أكثر بكثير من هذا العدد، وأنا هنا أحمد الله أن (عم حفرة) مات قبل أن يرى مدينة جدة وقد تحولت بقدرة قادر إلى حفرة كبيرة، ومن حسن حظه -رحمه الله- انه غادر الحياة، لكي لا تتحول حياته إلى مأساة مع الحفر في المدينة كلها، لا في الحي الذي يقطنه فقط. رحم الله (عم حفرة)، وسامح الله أطفال الهنداوية الذين يتذكرون -بالتأكيد- تلك الأيام الرمضانية، ويضحكون ويبكون على ما وصلت إليه هذه المدينة، التي لا نتمنى لها سوى أن تكون أجمل ما في الكون، وهو أمل كل أبنائها الذين يحلمون بجده القادمة!!! * (خاتمة الهمزة).. (في أي مدينة.. في أي جبهة.. في أي شارع.. وكل الشوارع مطوقة.. وكل المدينة مملوءة بالحفر).. رحم الله (عم حفرة) الذي كانت تخيفه حفرة واحدة!!! وكل رمضان والجميع بخير وهي خاتمتي.. ودمتم. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (48) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain