لم يستطيع الدكتور محمد الشرقاوي رئيس قسم الفلسفة الإسلامية ومقارنة الأديان بجامعة القاهرة أن يعتذر عن تلبية دعوة لتناول الإفطار على مائدة مضيفيه من مسلمي كازاخستان .. كان هناك شبه إصرار يصل إلى حد الإجبار، وإن لم يكن إجبارًا مذمومًا. وعندما انطلق أذان المغرب وجد الكازاخيين يهجرون بيوتهم إلى موائد الرحمن المنتشرة في ساحات المساجد في العاصمة آسطنة. ويقول د. الشرقاوي تم إعداد الموائد في ساحات المسجد المركزي، وجلست عليها الأسر ونشط القائمون على إعداد الوجبات التي يمولها أهل الخير، وما إن ارتفع الآذان وقرأ المؤذن دعاء «الوسيلة» حتى تناول الصائمون التمر وجرعة ماء، ثم أدوا صلاة المغرب، وعقب انتهاء الصلاة، توجه المصلون إلى مائدة الإفطار حيث بعض العصائر والسلطات والطبق الرئيسي الذي يسمى «بلُوف»، وهو عبارة عن قطع من لحم الغنم والأرز والمكسرات، بالإضافة إلى نوع من الخبز المحشو باللحم المفروم، ولبن الإبل والفرس، حيث يشرب الكازاخيون لبن الفرس، ويتناولون لحمه؛ ليستعينوا بها على برودة الشتاء؛ حيث تصل درجة الحرارة في العاصمة آسطنة إلى 45 درجة مئوية تحت الصفر. ويشير إلى أن رمضان هو الفرصة العظيمة لجذب الكازاخيين لدينهم وتعليمهم قواعده وربطهم بأمتهم بعد فترة عصيبة أبعدوا فيها عن دينهم إبان الاحتلال السوفيتي الذي دام نحو 70 عامًا، فالمسلمون اليوم الذين يمثلون70% من سكان البلاد الغالبية العظمى منهم من أهل السنة على مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان، بالإضافة إلى أقلية من الشيعة، لديهم تعطش شديد للتعرف على دينهم بشكل قوي وتعلم العلوم الشرعية، والشعب الكازاخي وشعوب دول آسيا الوسطى بحاجة إلى جهد كبير من الدول والمؤسسات الإسلامية للأخذ بيد أبناء هذه الشعوب وتعريفها بديننا الإسلامي، وهناك الكثير من المنظمات والهيئات الإسلامية في مختلف الدول الإسلامية الكبيرة مثل المملكة ومصر ولديها الإمكانات، وعليها أن تأتي للعمل في حقل الدعوة الإسلامية، وأن تتضافر جهودها لخدمة أبناء هذه البلاد التي خرج منها قادة وعلماء من أعلم رجال الأمة كابن سينا والفارابي والبيروني والخوارزمي والبخاري والظاهر بيبرس وقطز. كلام الصور: د. الشرقاوي: الكازاخيون يفطرون في الشوارع.