شهدت منطقة البلد بجدة لا سيما كبرى مناطقها نحو شارع قابل والعلوي والمنطقة المجاورة لسوق الكورنيش (الجنوبية) حركة حيوية كعادتها كل عام آخر ليالي شهر شعبان؛ استعدادًا لدخول الشهر الكريم، حيث اكتظت الشوارع بعشرات المتسوقين والذين قدموا خصيصًا لاستشعار أجواء استقبال شهر رمضان المبارك واقتناء مستلزماته من نفس المنطقة وسط مشاهدة «التيازير» الرمضانية التي عمد أصحاب المحلات إلى تزيين محلاتهم بها وأضواء الفوانيس التي جهزت بها كامل أنحاء منطقة البلد حديثًا، وبعض الأهازيج الرمضانية والأدعية والأذكار التي انطلقت من محال التسجيلات والتي تقال عند استقبال شهر رمضان المبارك. ووسط هذه الأجواء عكف أصحاب البسطات الرمضانية بمنطقة البلد التي تقدم أنواعا مختلفة من التسالي والأطعمة الخفيفة إلى تجهيز بسطاتهم بجميع ما يلزم ونصبها قبيل انطلاق اليوم الأول من الشهر الكريم، نحو تمديد عقود الإضاءة وتركيب الطاولات، ومد الزينات بشكل متناسق. كما راح البعض إلى تجهيز قسم خاص بالعائلات مثل بسطة «المعلم مطر» الكبرى ببرحة نصيف، وبسطة «أبوزيد» بشارع الذهب برحة البلديه، واللتان تعدان قطبي البسطات الرمضانية في منطقة البلد في كل عام ولكل منهما موقعه المميز. وقال أسامة وهيب أبو زيد صاحب بسطة أبوزيد ان بداية هذه البسطة كانت منذ أكثر من عشرين عاما، وتقام في ذات الموقع سنويا حيث يبدأ تجهيز جميع ما يلزم البسطة منذ ليلة رمضان وتستمر حتى ليالي عيد الفطر المبارك. وأضاف: لدينا قسم خاص باستقبال العائلات ونقدم للمتسوقين والمتواجدين بمنطقة البلد على مدى أيام الشهر الفضيل عددًا من المأكولات والتسالي الشعبية مثل «الكبدة» و«القلوب» و«الكلاوي»، مشيرا إلى أن منطقة جدة القديمة تعج بالمتسوقين والمتفرجين الذين يستمتعون بالأجواء الرمضانية بها حيث تشهد البسطة ولله الحمد إقبالًا متميزًا خصوصا مع دخول أيام العشر الأواخر من رمضان خصوصا مع الأسعار المتوازنة التي يتم البيع بها. وقال مطر حامد الثعلبي صاحب بسطة «المعلم مطر» ببرحة نصيف بشارع العلوي أنه يتواجد في هذه المنطقة منذ خمس عشرة سنة مع حلول اليوم الأول من رمضان في كل عام بالتنسيق مع أمانة محافظة جدة، والتي تقوم بإيجار المواقع على أصحاب البسطات بالمنطقة التاريخية برسم مالي قدره 1500 ريال كامل شهر رمضان المبارك، وأضاف الثعلبي: اعتدنا على تقديم عدد من المأكولات الخفيفة ك «المقلقل» بأنواعه و«الكبدة الطازجة و«الجمبري»، متمنيا من الله أن يكون هذا الشهر شهر خير وبركة على الجميع. من جانبه أوضح رئيس بلدية المنطقة التاريخية المهندس سامي نوار أن توزيع المواقع يبدأ سنويًا منذ الأيام الأخيرة من شهر شعبان بمبدأ العدل والمساواة على الجميع، حيث يتم أخذ الأقدمية بعين الاعتبار في توزيع هذه المواقع على أصحاب البسطات وأخذ منهم رسم على كامل الشهر، وهذه الرسوم تتفاوت باختلاف النشاط فبسطات الكبدة 1500 ريال في حين بسطات بيع البليلة والمعجنات 500 ريال، في حين يتم اتاحة الفرصة لبيع الحلويات والبخور اعتبارا من 20 رمضان برسم قدره 500 ريال.