أكّد المستشار النفسي د. عبد الله الشمراني على أهمية الحوار فقال: «الحوار في أبسط تعاريفه يعني تراجع الكلام من أجل الوصول لهدف، وهو يختلف عن الجدل الذي يعني اللدد في الخصومة، وقد ورد ذكر الحوار في القران في ثلاثة مواضع أما الجدل فقد ورد في تسعة وعشرين موضوعًا كلها جاءت بمعنى الخصومة إلا في أربعة مواضع كما في قوله تعالى» وجادلهم بالتي هي أحسن « وقول الله تعالى «ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن «وقول الله تعالى :» فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط « وكما هو واضح في صدر سورة المجادلة، والحوار كما أنه مبدأ شرعي يُعتمد عليه في تبليغ رسالة الإسلام فهو كذلك ضرورة حضارية واجب على كل فرد يريد التميز أن يجيده، والحوار لغة راقية يجيدها الأصحاء نفسيا، الواثقين من أنفسهم وهو السبيل للوصول إلى قلوب وعقول الآخرين من أجل زرع القيم والمبادئ النبيلة، وتحطيم تلك المعتقدات والقيم الفاسدة، وحينما يوفق المرء لفهم لغة الحوار فمعنى ذلك أنه قد عرف طريقه للقلوب والعقول وعرف طريق النجاح بإذن الله « وأضاف الشمراني: «إذًا على المحاور أن يستخدم تلك التقنيات الرائعة في لغته الحوارية وأن يبتعد عن الفظاظة والعنف امتثالا لقول الله تعالى: «فقولا له قولاً لينًا لعله يتذكر أو يخشى» وقوله تعالى « وقولوا للناس حسنا» كل هذه الآيات وغيرها تحث على استخدام أسلوب الرفق واللين مع الناس حتى نصل إلى قلوبهم ونزرع تلك القيم والمبادئ التي نعيش من أجلها. وعلى المحاور أن يكون فطنًا وأن يبتعد عن الجدل لأن الحوار متى ما تحول إلى جدل فمعنى ذلك أنه لا فائدة ترجى من ورائه لأن الجدل كما ذكرت سابقًا يعني اللدد في الخصومة ومتى ما تحول الطرف الآخر إلى خصم فقل أن يتراجع عن موقفه لأن ذلك يعني في مفهومه الهزيمة مما يجعله يصر على موقفه حتى وإن كان يعلم بخطئه، إذا على المربي والداعية والتاجر في متجره والعامل في عمله وكل فرد في موقعه أن يتعلم لغة الحوار وأن يدرك أن ذلك ضرورة حضارية فضلا عن كونها مبدأ ديني وأن يعلم أن نجاحه في الحياة يعتمد بنسبة 80% على قدرته الاتصالية كما ظهر ذلك في إحدى الدراسات في أحد مراكز البحث في الغرب «