أكد الدكتور هشام بن عبدالملك بن عبدالله آل الشيخ أمين عام الجمعية الفقهية السعودية، الاستاذ بالمعهد العالي للقضاء أن استخدام المراصد الفلكية والاستعانة بها في تحديد مكان الهلال ورؤيته جائز ولا حرج فيه، مشيرا إلى الفتوى الصادرة بذلك من هيئة كبار العلماء، وذلك لأن الرؤية من خلال المرصد الفلكي هي رؤية بالعين. وقال أمين عام الجمعية الفقهية السعودية إن اختلاف مطالع الأهلّة بين البلدان والأقاليم أمر متقرر عند أهل الشأن، ولكن أهل العلم اختلفوا إذا رئي الهلال في بلد أو في أقليم فهل يلزم جميع البلدان الصيام، مشيرًا إلى أن جمهور أهل العلم ذهبوا إلى أن لكل قوم رؤيتهم، وذهبت طائفة منهم إلى القول بلزوم الصوم على الجميع، ومن ثم فإن المسألة فيها متسع، والاجتهاد فيها فسيح، غير أنه لا ينبغي التهويل ولا الإرجاف في اختلاف الأقطار الإسلامية في يومي الصوم والإفطار مدعاة للتفكك والنزاع. وقال: إن الدعوة إلى وحدة المسلمين واتحادهم أمر غير مختلف عليه، بل من أعظم المطالب الشرعية، وينبغي على أهل العلم والدين والفكر والرأي تكريس الجهد وتكثيف العمل من أجل هذه الوحدة العظيمة، ولكن اختلاف المسلمين في يوم صومهم ويوم فطرهم لا أثر له في المطلب بتحقيق وحدة المسلمين، لأن المسلمين كانوا متحدين مع اختلافهم في وقت دخول الشهر وخروجه. وقال آل الشيخ إن من الأولى الاشتغال بما يجمع الكلمة من الحكم بشرع الله، ورسم طريق الإصلاح على وفق العقيدة السلفية الصحيحة الخالية من البدع والخرافات وسلامة القلوب والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتربية أبناء المسلمين على منهج الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة. وأكد أمين الجمعية الفقهية السعودية على أهمية استقبال شهر رمضان المبارك بالعزم على اغتنام أوقاته بما يقربنا إلى الله والاستعاذة عن الشيطان، وقال: إن لديننا الإسلامي مع حساب الزمن موقفًا واضحًا إذ ربط ذلك بالهلال والأشهر الأهلية، فربط به الحساب وتقدير الأوقات في أمور الدين والدنيا والتشريع، وقدر للقمر منازل، وجعل له أحوالاً من الإهلال والإبدار لنعلم عدد السنين والحساب فجاءت كثير من الأحكام والتشريعات مرتبطة بالأوقات في شأن الصلاة والصوم والحج والمحيض وغيرها، مضيفًا أن ارتباط حساب الزمن بالأهلة فيه يسر وسهولة على العباد، فحدد الشرع لأوقات العبادات علامات واضحة لا يختص بمعرفتها فئة من الناس دون أخرى بل يشترك في إدراكها والعلم بها العامة والخاصة، ولم ترتبط بوسائل غامضة ولا بتقنيات تكنولوجية معقدة ولا بحسابات دقيقة بل أنيطت بأمور محسوسة وعلامات مشاهدة وكواكب سيارة يعرفها المتعلم والأمي ويهتدي بطلوعها وغروبها المكلفون أجمعون.