ولكي لا يحمل كلامي على محمل السوء؛ فالأدب الذي أعنيه هو أدب الثقافة والفكر والصوالين الأدبية، وإذا كانت الباحة خالية من الأدب والفكر والثقافة فإن السياحة والتنمية سبقت كل ذلك بسنين عجاف. الأمير مشاري بن سعود أمير منطقة الباحة قال (سياحة الباحة حبر على ورق) لم تجامل يا أمير نفسك ولم تحشد حولك بوربقندا إعلامية بل كنت واضحًا وصريحًا وقلت الواقع المر رغم أنك لا تتحمل إخفاق الباحة فمنذ عشرات السنين والباحة سياحيا وثقافيا وأدبيا وفنيا وتنمويا متخلفة ومخفقة ولا تنافس. أنت في سنتك الأولى يا أمير فطبيعي أن تكون مراقبا للوضع وعادة أي مسؤول يريد النجاح عليه عند تسلمه حقيبة أي إدارة مراقبة الأداء وتدوين السلبيات وقد تطول مدة التدوين والمراقبة وقد تقصر بحجم الخلل ووضوح القصور لكنها في النهاية تنتهي إلى إصلاح تلك الأخطاء وتقويم الخلل للوصول إلى درجة مرضية من النجاح. ما قاله الأمير هو الواقع فالباحة سياحيا مدينة أشباح خالية من كل مقومات السياحة باستثناء جوها العليل الذي وهبه الله لها، لكن صناع القرار في الباحة هم من يجب محاسبتهم ومساءلتهم لأنهم وهبوها العجز والخمول والوهن والضعف وقلة الحيلة رغم الميزانية الضخمة التي تمطر سحائبها على الباحة بالمناسبة قيل لي إن ميزانية بلدية محافظة المندق بلغت قبل سنتين 142 مليونا شاهدوا المندق اليوم وهي محافظة ب واسألوا أين صرفت 142 مليونا واليوم من يشاهد الباحة كمنطقة وليست مدينة يرأف بحالها فهي تضطر للاتكاء على عصا غليظة من أشجار زيتونها الكثيفة لمقاومة الشيخوخة والمرض الذي ألبسه عليها مسؤولون شاخوا هم الآخرون ووهنوا وهرموا وهم على كراسي العجز والكسل واللامبالاة لازالوا متشبثين بأماكنهم. لم أصدم بحجم الحضور الكثيف الذي ضاق بهم المكان عندما دعيت لملتقى عبدالعزيز بن حنش الثقافي الحواري الذي بادر مشكورا بدعوة مثقفي الباحة إليه فجاءوا متعطشين للثقافة والأدب، كان العدد يفوق الوصف ليس لأن الضيف المدعو لإلقاء محاضرة عن تاريخ الباحة هو الدكتور عبدالرحمن العشماوي بل لأن الباحة مرتكز ثقافي اضطر أبناؤها للهجرة إلى مدن أخرى بسبب تخلفها ثقافيا وسياحيا وتنمويا فجمعهم الصيف في الباحة لكنهم لم يجدوا من يجمعهم لمسامرات ثقافية وأدبية وفكرية فزاد سوء السياحة الجسدية والروحية سوءا فكريا ثقافيا. كل شيء في الباحة ممنوع فالسياحة ممنوعة والثقافة ممنوعة فمن المانع ولم المنع؟!! سؤال كبير إجابته ليست صعبة فالخلل بات معروفا، بينما مدن المملكة مسموح فيها الصوالين الأدبية الخاصة فجدة والرياض ومكة والدمام أهلها يتعاطون الثقافة والأدب في صوالين خاصة، أما الباحة فالوضع مختلف ومتخلف. تداخل شاب مثقف في ملتقى ابن حنش هو قاضي محكمة دوس مبارك الخاطر من بني تميم مستغربا من منع الصوالين الأدبية في الباحة، قال الخاطر طلبنا الفسح من إمارة الباحة لإقامة صالون أدبي ثقافي في دوس لكن تم رفض الطلب وقد حمل الخاطر محافظ المندق عبدالعزيز بن رقوش الذي كان حاضرا ملتقى عبدالعزيز بن حنش الثقافي نقل الرغبة إلى أمير الباحة للموافقة ولا مانع أن تكون تحت مظلة الإمارة. السياحة كئيبة جدا في الباحة روحيا وفكريا ولا تستحق هذه المنطقة التي حباها الله الجمال والأجواء العليلة كل هذا التجاهل وكل هذا الجحود وهذا التعقيد الممل خصوصا أن من يقف على هذا الرفض وهذا التعقيد هم بعض كبار الموظفين في إمارة الباحة الذين بيدهم الحل والعقد ولن أخاطبهم فقد جثموا على كراسيهم عشرات السنين ولم تحظ الباحة في سنينهم إلا بالتأخر والتخلف لتقبع في المؤخرة رغم المقومات الطبيعية التي تفوق طبيعة منطقة عسير والطائف ، لكنني سأخاطب هنا أميرها المثقف مشاري بن سعود الذي كان شجاعا جدا حينما قال (سياحة الباحة حبر على ورق) فبالتأكيد يا سمو الأمير أنك صادق وبالتأكيد أنك لست راض ونحن من قبلك لسنا راضين من سنين ولا نلومك فأنت لا زلت في طور المراقبة والتقييم وشجاعتك شمعة تضيء عتمة ظلام التخلف السياحي والتنموي والثقافي في الباحة، لكن يا سمو الأمير الخلل واضح فبعض رؤوس الهرم في الإمارة والدوائر الحكومية المعنية بالتنمية والسياحة هم من يجب البدء بإزاحتهم عن صناعة القرار المهم لتلحق الباحة بركب عسير والطائف فالباحة يا أمير درة مكنونة تنتظر منك نفض الغبار عنها لتبدو ناظرة جميلة المظهر والمخبر ولتكون مأوى لأبناء المملكة ليسيحوا فيها ويتمتعوا بقضاء صيف بارد تحت زخات هماليل المطر وفوق أرض خضراء تلفحهم نسائم الهواء العليل لكي يعودوا إليها مرات ومرات فأنت فارسها يا أمير فاضرب بيد من حديد فالباحة هي ابنتك المظلومة.