كشف تقرير صدر أمس عن إدارة خدمات التصنيف التابعة لمؤسسة ستاندرد آند بورز بعنوان «الأرباح القوية والاستراتيجيات الحذرة تساعد في حماية البنوك السعودية من بؤر المخاطر»، أن البنوك التجارية السعودية ما زالت تحتل مكانتها بين أكثر البنوك ربحية على مستوى العالم. ويقول نيكولا هاردي أحد محللي الائتمان في ستاندرد آند بورز: «لقد نجحت البنوك السعودية التي تتولى المؤسسة تقييمها في مواصلة إظهار قدرتها على تحقيق مكاسب قوية ومستدامة تغذي الأرباح المرتفعة لها، وذلك من خلال مزيجٍ فريدٍ من الخصائص الداعمة. وتبدو التوقعات مشرقة بشأن تحقيق مكاسب وأرباح قوية». وقال: رغم أن هذه البنوك تعمل في ظل بيئة متقلبة فإن هذه البيئة تصب أيضًا في صالحها في ضوء أسعار النفط المرتفعة وخطط الإنفاق الكبيرة التي ترعاها الحكومة السعودية (تصنيف المملكة العربية السعودية: AA-/مستقر/A-1+). واضاف: نحن نرى أن الأداء الضعيف للأسواق المالية منذ 2008، وتعثر سوق الائتمان المحلي في عام 2009، إضافة إلى المبادرات الاحترازية التي اتخذتها مؤسسة النقد العربي السعودي - قد دفعت جميعها البنوك إلى مراجعة استراتيجياتها لصالح الاتجاه إلى الأنشطة المصرفية المحلية التقليدية، وتعزيز ممارسات إدارة المخاطر لديها؛ ومن هذا المنطلق، وجهت البنوك أرباحها التشغيلية القوية نحو تكوين مراكز رأسمالية وزيادة نسبة مخصصات القروض المشكوك في تحصيلها بما يفوق المستويات المتحفظة وتتجاوز نسبة 100%. أما من ناحية التصنيف الائتماني للبنوك، فإن هذه الاحتياطات إضافة إلى مرونة البنوك في توليد الإيرادات قد أكدت جودتها الائتمانية، وهو ما أتاح لها - من وجهة نظرنا - مواجهة الخسائر المتوقعة وغير المتوقعة على حدٍ سواء. وبعيدًا عن المخاطر الجيو سياسية والمخاطر التي تصاحب العمل في بيئة اقتصادية متقلبة، تظل - من وجهة نظرنا - مخاطر التركيز والمتمثلة في القروض المؤسسية هي المصدر الرئيسي للمخاطر التي تواجهها البنوك السعودية.