من رحم التعليم الثانوي تخرج هذا العام 340 ألف طالب وطالبة. هؤلاء سيبحثون عن فرص جديدة لمشوار مختلف تمامًا عن مشوار 12 عامًا قضوها في التعليم العام بروتين معين وآلية مكرورة ونهج ثابت. من هؤلاء عشرات الألوف الذين سيحطون في عالم جديد اسمه الجامعة. بالنسبة للجامعة هؤلاء طلبة (مستجدون). هم ضيوف جدد مقبلون على مرحلة جديدة. ستحاول الجامعة (قولبة) الضيوف الجدد لينسجموا مع (الأجواء) الجديدة. محاضرات منتظمة مكثفة في اللغة الانجليزية مع مواد أخرى في العلوم الأساسية وأخرى في مهارات بعينها، المستجدون سيتفاوتون حتمًا في (تقبل) الترتيب الجديد. بعضهم سيتقبل النمطية الجديدة باعتبارها امتدادًا للثانوية العامة (سنة رابعة ثانوي)، لكن ربما لن يتقبلوا بسهولة آلية التقويم الجديدة التي اعتادوا عليها، فلا طبطبة كالمعتاد، ولا (امتياز) بالكوم ولا نجاح لمجرد الحضور (الشرفي) المعتاد. وآخرون سيحاولون التمرد على القوالب الجديدة، فالجامعة في نظرهم مرحلة انفلات من قيود الروتين القديم. هؤلاء سيغلب عليهم تغيب ملحوظ تغض الجامعة غالبًا الطرف عنه باعتبار أن الطالب قد بلغ مرحلة الرشد واكتسب من الوعي ما يدله على سواء السبيل، وأن الفيصل هو (الميدان يا حميدان)، فالاختبارات الدورية والنهائية هي العهد الذي بينها وبين هؤلاء (المستجدين)، وقد أعذر من انذر، ولكل في أذنيه (خرص). وأما الملتزمون المنضبطون الجادون فأحسبهم كثرة، لكنها غير غالبة، هؤلاء سينالون تقدير الجامعة عبر أساتذتها الذين سيسعدون بمشاركتهم وجديتهم واحترامهم للمؤسسة التي تستضيفهم واهتمامهم بالمستقبل الذي ينتظرهم . وأحسب أن دور الجامعة السعودية العمل الجاد على تكثير سواد هؤلاء وتشجيعهم على هذا السلوك الجامعي الرفيع حتى قبل حلولهم (مستجدين) على الجامعة. وهذا العمل لا يتطلب كثير (مواعظ) أو (استجداء) أو تهديدا ووعيدا ، إنما مجرد عرض للأرقام والإحصائيات بطريقة سهلة وميسرة تربط بين المقدمات والنتائج، وبين الجدية وتحقيق الذات وبلوغ الرغبات، وبين التراخي والندم على فوات الفرص. لا أملك معلومات موثقة عن حجم المهدر من تعليمنا الجامعي لكني واثق في المقابل أنه ليس بالهين ولا القليل، كما أني واثق كذلك أن في الإمكان أحسن مما كان! [email protected]
للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain