حسبُ المهندسين.. الله.. ونعم الوكيل

كنتُ، ولا زلتُ، وسأكون، من المُطالبِين بإسناد الدور الرئيس في مكاتبنا الإستشارية الهندسية في قطاعنا الخاص للمهندس السعودي، لأنّ جِلْدَ الإشراف الهندسي هو مفتاح جودة المشروعات، وما حَكّ جِلْدَكْ مثل ظفرك، ولأنّ مشروعاتنا تُعَدُّ ضمن الأكبر على مستوى العالم، وحرامٌ ألاّ يكتسب مهندسونا خبرة الإشراف منها، وتذهب الخبرةُ كلُّها مع ريح المهندسين الوافدين!.
لكن، لمكاتبنا رأيٌ آخر، إلاّ ما رحم ربّي، فهي تطرد المهندسين السعوديين عنها، وتستقدم المهندسين الوافدين ب (س) ضئيلة من الريالات، وتتعاقد مع جهاتنا المالكة للمشروعات ب (10 س) ريال، فتأخذ ال ( 10 س) وتعطيهم ال (س)، وقد يستقلل المهندسون الوافدون هذه ال (س)، فينشأ الفساد، ما ظهر منه وما بطن، ورغم هذا فإنّ جهاتنا لا ترى، ولا تسمع، ولا تتكلّم!.
وليت المكاتب تستقدم مهندسين خبيرين ومُتمرّسِين، بل كثيرمنهم حديثو التخرّج وبتقدير ضعيف، وهكذا نُوظّفهم على حساب مهندسينا، ونُعِينهم على بطالتهم في بلادهم، ونُكْسِبهم الخبرة، والله.. وتالله.. وبالله.. إحْنا طيّبين!.
مؤخّراً، أجريتُ مقابلة وظيفية لمهندس وافد تخرّج من جامعته قبل سنتيْن فقط، ويريد أن يتوظّف كاستشاري!! تخيّلوا!! المهندس السعودي (يُفحِّطْ) 20 عاماً ليُصنَّف كاستشاري، وأخونا طالِع من البيضة ويريد التوظّف كاستشاري!! فسألته عن أبجديات هندسية، فقال: هاه.. هاه.. لا أدري، فأوصيتُ على الفور برفضه، وارتاح ضميري، راجياً أن ينال الوظيفةَ مهندسٌ سعودي، ولكني فرد من جماعة، فمتى تعمل الجماعة؟! سواءً المكاتب أو الجهات؟! لتوطين الوظائف الإستشارية بما يليق بمهندسينا؟! لترتاح ضمائرها؟! أمّا إذا كانت ضمائرها شبعانة من النوم، وفي غِنَى عن الراحة، فحسْبُ مهندسينا.. الله.. ونعم الوكيل!.

للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS
تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى
88591 - Stc
635031 - Mobily
737221 - Zain