كسر باعة الشرائح والأرقام المميزة على قارعة شارع فلسطين -الشارع الأشهر لبيع الجوالات بجدة- سقف الدهشة بما يقدمونه من أرقام مكررة تستهوى الشباب متخطين ذلك الى عقد «اتفاقات سرية» بينهم وبين شركات الجوال لجلب أميز الأرقام لقاء نسب معلومة. حسبما أفاد الباعة، قالوا ان الشباب هم الاكثر حرصا على اقتناء الشرائح دون الالتفات لقيمتها المالية وعن ربحهم اليومى اجمع الباعة ان ارباحا طائلة يحصلونها من وراء بيع «المميزة» قد تتخطى 100 ريال على كل شريحة. وعن ملاحقات الشرطة قالوا انهم فى ماراثون من الكر والفر متى جاءت لجان الدوريات مطالبين المسؤولين بأكشاك نظامية لمزاولة عملهم.. «المدينة» التقت بعض الباعة ممن رفضوا الإفصاح عن اسمائهم. تكرار الأرقام سألنا أحدهم عن أسعار الشرائح المميزة فقال: تتفاوت أسعار الشرائح المميزة على حسب عدد الأرقام المتكررة،؛ فكلما كانت الأرقام متكررة ومتتالية كان ثمن الشريحة أغلى. وزاد: نخرج من كل بيعة بربح صافي يعادل 100 ريال تقريبا عن كل شريحة. مشيرا إلى أنه باع رقما مميزا قبل فترة محدودة ب 2500 ريال بربح يقدر 500 ريال. مصدر الشرائح وعن مصدر تلك الشرائح وكيفية حصولهم عليها قال أحدهم عشريني العمر: هناك مندوبون من شركات الهواتف الجوال يأتوننا بين الفينة والأخرى يقومون ببيع هذه الأرقام المجهولة دون عقود ونحصل على نسبة خصم من الشركة على أكبر مبيعات مقابل تلك العقود. وأكمل: تعد شريحة الشباب الأكثر ارتيادا وطلبا للشرائح المميزة وذلك بحثا عن التميز من جهة وعن التفاخر بين الأقران من جهة أخرى حيث يفضلون اقتناء شرائح تتكون من ثلاثة أرقام متتالية. ينادوننى ب «المميز» خالد المحمودي (32 عاما) قال: أحب أن أقتني الأرقام المميزة، وذلك حتى يسهل حفظ رقمي للجميع إلى درجة أن رفاقي دائما ما يناديني بالمميز، وذلك لعشقي التميز في كل شيء. أما فيصل السعيدي ( 25 عاما) فقد فضل أن يكمل سلسلة تميزه وذلك باقتناء شريحة جوال تنتهي آخر أربعة أرقام منها برقم لوحة سيارته المميزة، مشيرا إلى أنه «شغوف بالشرائح والأرقام المتميزة إلى درجة أنه يوجب على نفسه زيارة السوق كل أسبوع وذلك بحثا عن الأرقام الجديدة، حيث يحتفظ بها لنفسه وبعضها يقوم ببيعها على رفاقه وزملائه. تصحيح وضع وتعد مهنة بيع الأرقام المميزة المصدر الوحيد لمعظم الباعة لكونهم لا يحملون مؤهلات علمية تمكنهم من الانخراط في سوق العمل. قال أحدهم ستيني العمر «أنا رجل أمي وليس لي مصدر دخل إلا هذه البسطة التي أبيع من خلالها هذه الأرقام وأحضر إلى هنا بشكل يومي من الصباح وحتى الليل بغية توفير لقمة عيش كريم لي ولزوجتي، ورغم ذلك فأنا في قلق دائم بسبب جولات الجهات الأمنية التي تكون مفاجئة حتى إذا ما رأونا يصادرون بضاعتنا، وأقترح على الجهات المختصة تصحيح وضعنا وذلك بتنظيم كشكات أو بسطات. القبض على «المخالفة» من جهته أوضح الناطق الإعلامي لشرطة جدة بالإنابة الملازم أول نواف البوق في تصريح ل «المدينة» أن هناك لجنة مكونة من محافظة جدة ومن هيئة الاتصالات إضافة إلى الشرطة تقوم هذه اللجنة بحملات دائمة على أماكن تواجد هؤلاء الباعة وخصوصا في السوق السوداء الموجودة في شارع فلسطين. مشيرا إلى أن «دور الشرطة كجهة تنفيذية يقتصر فقط على القبض على المخالفين».