لست أدري إن كانت قراءات (علي بقنة) لمجسمات مشروع تطوير مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة تدخل في باب الفتوى أم في باب الذكاء المفرط أم في باب اليقين الكامل بنظرية المؤامرة التي تستهدف كل شيء في بلادنا. هل يمارس علي بقنة الفتوى هنا مجترئاً على قرار المليك بقصر الفتوى على أهلها؟ تُرى لو صدر أمر بتعيين (فضيلته) مسؤولاً عن المشروع (الوثني) المزعوم، فهل ستكون أولى قراراته الحكيمة الرشيدة إلغاء المشروع جملة وتفصيلا خدمة للدين وإعلاء للإسلام ونكاية بأعداء الحرمين؟ وربما ستكون الخطوة التالية الاستعانة بفريق هندسي من جماعة ذات عقيدة نقية لتصميم مطار جديد ربما يخلو من برج للمراقبة حتى لا يكون (عضواً) يسهل إيلاجه في أي مبنى منبسط فتكون الكارثة الهادمة للدين والوطن والمقدسات! واضح أن ذكاء علي بقنة دفعه إلى قراءة ما بين عقول المصممين للمطار، فأدرك أي خطر جسيم يهدد بلاد الحرمين ومهبط الوحي! هذا الذكاء الشديد دفع بصاحبه إلى التبشير بأنه سيطرح علينا قريباً توضيحات لمشاريع وثنية أخرى في بلاد العرب والمسلمين. السؤال الذي يتردد على خاطري كما خاطر آخرين: ترى ما الذي يقدمه علي بقنة وأمثاله لطلبتنا في قاعات الدرس؟ هل هذه المدرسة الفكرية المتصلبة جزء من مسيرتنا التعليمية الحديثة التي نأمل من خلالها بلوغ مجد حضاري يسمح لنا بالتقارب مع الآخر ومحاورته بالتي هي أحسن وصولا إلى قاعدة إنسانية مشتركة تقوم على الثقة والتعاون والعلاقات الحسنة؟! أم أن الجواب كامن في أحشاء طلب الشهرة وانتشار الصيت حتى لو كان على حساب العقل والمنطق، بل وعلى حساب الوطن والدين! هذا الهذر ليس مكانه قاعات المحاضرات العامة، ولا قاعات الدرس في الجامعات أو المدارس، إنما لا يحسن أن يتجاوز محيط صاحبه من أهل وخلان وأصدقاء وأتباع!! وإذا كان من المناسب السكوت على كذا (تخبيص)، فلا أنسب إذاً من السكوت على طوفان هادر من الآراء المتشددة التي أغرقتنا وستغرقنا في بحور من التخلف والتأخر، وربما غيرها من المصطلحات التي أفزع من ذكرها.. والله المستعان. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain