حلَّ الصيف مبكراً بحرارته المرتفعة وأجوائه الملتهبة صباحاً ومساء بل وعلى مدار اليوم ، أجواء تجعل الأعصاب ترتفع حدتها وتبلغ القلوب الحناجر ولكن هذه الحياة صيف وشتاء حر وبرد وهذا يعطي الحياة نكهتها وتلونها الذي تطيب به النفوس ، ولنا في الصيف (خصوصيات) ككثير من نواحي حياتنا التي تميزنا وتخصنا (بخصوصياتها) وعلى طريقة سيناريو الأفلام التركية المكرر. خذ مثلاُ عزيزي القارئ: -جاء الصيف وارتفعت أسعار الشقق المفروشة ارتفاعاً حاداً والفنادق والشاليهات على الشواطئ والمنتجعات في الداخل في المصايف. -الجو حار نهاراً معتدل ليلاً مع عواصف مثيرة للأتربة وقد تحد من مستوى الرؤية الأفقية ، هذا كل ما لدى نشرات الأحوال الجوية. -ازدحام في المطارات وتذمر المسافرين إلى أي وجهة كانت ، ومبررات من خطوطنا العزيزة كالعادة الموسمية. -أسواق تمتلئ بالبضائع وتزدحم بأرتال المتسوقين وادعاءات باوكازيونات وتخفيضات وهمية تفرغ جيوب البسطاء من المتسوقين لتصبها في جيوب هوامير الأسواق. -أخبار حول حفلات صيف هنا ومهرجانات صيف فنية هناك والنتيجة اعتذارات وتأجيلات وصحافة فنية تتابع هؤلاء وأولئك. -انقطاعات مستمرة للتيار الكهربائي في أحياء سكنية مختلفة ومدن عدة وفي أوقات متقطعة أما الماء فانقطاعاته أو انعدامه في أحياء ومدن مختلفة فذلك يشبه الاسطوانة المشروخة. -بعض شبابنا بلا هوية ينامون النهار حتى العصر ويملأون الليل بين تفحيط وتسكع في المولات وقلَّ من ينخرط منهم في الدراسة الصيفية أو مراكز الأنشطة الصيفية ينطبق عليهم قول القائل (الصيف ضيعت اللبن). -جدل فلسفي لا ينتهي حول ضرورة توجه المواطن للسياحة الداخلية وهل هي فرض عين أم للمواطن حريّة متاحة بين السياحة الداخلية (في ربوع بلادي) أو السفر في أرض الله الواسعة وكل فريق له وجهة نظره وفلسفته في ذلك ، فهل نحن المجتمع الوحيد الذي يقضي بعض أفراده إجازتهم خارج الوطن ، هل سألنا أنفسنا بدون مجاملة وبكل شفافية هل توفرت مقومات السياحة الداخلية من خدمات للسائح ، وليس الأمر فقط رؤية مناظر طبيعية أو صحراء أو جبال فأين الاستراحات المناسبة ودورات المياه العمومية الصحية والشقق معقولة الإيجار ، وسيستمر السّجال بين الطرفين. -مناسبات اجتماعية تملأ المساءات وتشغل صالات وقصور الأفراح ويغلب على كثير منها البذخ لحد الإسراف وفي النهاية ميزانيات ترهق جيوب أرباب الأسر وأصحاب العوائل وقد يستغرقون أشهراً بعدها لسداد تلك الديون الثقيلة. -موسم حافل للتصريحات الملتهبة جداً من مسئولي الأندية الرياضية حول تعاقدات خيالية مع مشاهير اللاعبين في دوري المحترفين لكرة القدم وينتهي الصيف ويبدأ الموسم فلا تبقى إلا فقاعات تلك التصريحات ، ونسمع جعجعة ولا نرى طحناً . عالم متقلب من حولنا ترتفع درجة حرارة أوضاعه ، بالمقابل نعيش في مملكة الإنسانية مملكة الأمن والأمان في ربيع دائم وأوضاع مستقرة وأحوال مزدهرة ، نحسد عليها فلك الحمد يا الله على ذلك وأدم علينا نعمة الأمن والأمان وارزقنا شكر هذه النعم والعمل لاستمرارها. [email protected]