أشياء لا تسمى .. رغم إلحاحي الشديد لكنها لم تستجب أبدًا، ولم تغيّر موقفها، ولا حتى الدهشة المطبوعة في عينيها.. كنتُ أجاهد لانتزاع اعتراف منها بالحب تجاهي.. ولأنها غامضة ومواربة فلم تنفِ ولم تعترف.. كانت تكتفي بابتسامة شجية، مرتسمة على شفتين صغيرتين.. كم شعرتُ بها تقترب لدرجة تجعلني أقول: هاهي ذي.. وكانت تبتعد لدرجة معقدة جدًّا تجعلني أقول: لا لم تكن هي أبدًا.. المشكلة أشعر بدفئها، وحنانها، وحرصها.. لكنها تأبى أن تعترف.. أحاصرها، وأحلّق حولها لتسمّي لي ما نحن عليه، فتقول بصوت هادئ: «هناك أشياء لا تسمّى.. وإذا سمّيناها فقدت روحها، ومعناها.. وقد لا تسعفها اللغة، فلنتركها تهيم بين أرواحنا خير من فقدانها».. قالتها ومضت..!! شاعرة يقال إنها شاعرة.. وتؤكد هي المقولة.. وتسهب في التعريف بنفسها، وعملها، ومنجزها الذي طاول بلاد الشمال الباردة، حيث أقامت فيها طويلاً.. تعلمت فيها كل شيء -كما تقول- وتتلمذت على يديهم كثيرًا، ومنحوها صكوك علم وعمل تشهد بذلك.. تحكي والكل منصت لها في ذلك المحفل الأدبي الصغير.. تحكي وبين أصابعها - المعتنى بها جيدًا- سيجارة تروح وتجيء.. وعيناي تروح وتجيء معها متسائلة: ألم تعلمها بلاد الشمال الباردة قوانين من نوع ممنوع التدخين؟!