كشف البنك الأهلي التجاري ودان آند براد ستريت لجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط المحدودة يوم أمس عن نتائج تقرير الربع الثالث من العام الجاري 2011م لمؤشر البنك الأهلي ودان آند براد ستريت للتفاؤل بالأعمال في المملكة. وتم إجراء مسح مؤشر تفاؤل الأعمال الربع الثالث من عام 2011 في شهر يونيو 2011، وسط بيئة تتسم بضعف الأعمال والمؤشرات الاقتصادية في كل أرجاء المعمورة مما يشير إلى تباطؤ خفيف في وتيرة النمو الاقتصادي. وواصلت الاقتصادات الناشئة والنامية معدلات نمو اقتصادي قوية في ظل توسع النشاطات الاقتصادية في الدول المتقدمة متسمًا بالضعف وأصبح هناك عدم ثقة في البيئة الاقتصادية الراهنة نتيجة اكتمال العديد من البرامج التحفيزية الحكومية والسياسات النقدية الأكثر تشددًا في بعض الدول مثل: الصين والهند وكذلك تأثير نقص قطع الغيار في العديد من الصناعات التجميعية بأنحاء مختلفة من العالم جراء الزلزال الذي أصاب اليابان مؤخرا. هذا بالاضافة إلى ارتفاع تكلفة الطاقة والسلع ومشكلات الديون السيادية في أوروبا وتواصل الاضطرابات السياسية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط. ونتيجة لتلك المسوحات فانه يتوقع أن يكون تباطؤ النمو الاقتصادي مؤقتًا وأن يشهد النصف الثاني من العام الجاري انتعاشًا في النمو الا أن مخاطر الهبوط لسيناريو النمو هذا قد تزايدت. حيث أبدت مؤشرات النشاط الاقتصادي في الولاياتالمتحدةالأمريكية ضعفًا بقدر أكبر من المتوقع وخفض مجلس الاحتياط الفيدرالي الأمريكي تنبؤات معدل النمو لعام 2011 إلى 2.7 في المائة و 2.9 في المائة من مستوى التوقعات في شهر أبريل والتي بلغت 3.1 في المائة 3.3 في المائة أما مشكلة الدين السيادي في أوروبا والتي امتدت لعام كامل فقد أفضت إلى الكثير من التقلبات والارتباك في الأسواق المالية، وتزايدت توقعات الناشطين في الأسواق بانتشار العدوى إلى دول أخرى. ويعلق الدكتور سعيد الشيخ النائب الأول للرئيس وكبير اقتصادي مجموعة الأهلي على نتائج المسح بالقول إنه وتحت تأثير المخاطر المرتبطة بمعدلات النمو الاقتصادي العالمي في أعقاب زيادة القلق بخصوص الديون السيادية في اليونان والدول الطرفية في أوروبا ورفع سقف الدين العام في الولاياتالمتحدة، وتحديات معالجة ارتفاع مستويات التضخم في الدول الناشئة، أي التفاؤل بالأعمال للربع الثالث من عام 2011 متدنيًا بالمقارنة للربع الثاني، غير أنه ومع ذلك يبقى مرتفعًا. وكما يبدو واضحًا فإن مؤشر التفاؤل بالأعمال في المملكة استمر في التأرجح تبعًا للتطورات الاقتصادية العالمية أكثر منه للآفاق الاقتصادية الإيجابية في المملكة، خصوصًا في ظل المراسيم الملكية الأخيرة بزيادة الانفاق. ورغم اعتقادنا بأن الأخبار الاقتصادية سوف تأخذ منحى أفضل نسبيا خلال الشهور القادمة، إلا أن مستويات التضخم وتشديد السياسة النقدية، إلى جانب مخاطر السياسات المتعلقة بأوضاع معالجة الديون العامة في أوروبا والولاياتالمتحدة التي من المحتمل أن لا يتم معالجتها سريعًا سوف تبقى مقيدة لارتفاع مستويات التفاؤل بالمملكة خلال الفترة القادمة». يُعرف مؤشر دون وبرادستريت لتفاؤل الأعمال على نطاق واسع بأنه مقياس رئيسي لنبض مجتمع الأعمال، ويستخدم كمعيار أساسي موثوق لدى المستثمرين وصناع السياسات وغيرهم من المراقبين على الصعيد الاقتصادي على نطاق العالم. وجاء مؤشر تفاؤل الأعمال بالمملكة العربية السعودية كأحدث إضافة إلى سلسلة دون وبرادستريت العالمية، ويتم إعداده بالتضامن مع البنك الأهلي التجاري، ويصدر على أساس ربع سنوي. وسيتم إصدار مؤشر تفاؤل الأعمال بالمملكة العربية السعودية التالي في شهر أكتوبر من عام 2011. ويؤكد مانجيت شابرا المدير العام لدون برادستريت لجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط المحدودة على نتائج المسح أن هبوط مستويات تفاؤل الأعمال في القطاعات بخلاف قطاع الهيدروكربونات إلى مستويات الربع الرابع من العام الماضي. وهذا يعكس بوضوح أوضاع الاقتصاد العالمي الذي شهد تباطؤًا خفيفًا في وتيرة النمو. ومن ناحية أخرى، وبفضل زيادة إنتاج النفط، شهد قطاع الهيدروكربونات زيادةً كبيرةً رافعًا المؤشر الكلي إلى أعلى مستوياته على الإطلاق». قطاع النفط والغاز أوضح مسح مؤشر البنك الأهلي التجاري ودان أند براد ستريت للتفاؤل بالأعمال أن تفاؤل قطاع النفط والغاز السعودي اتسم بالقوة خلال الربع الثالث من عام 2011. وبلغت القراءة للمؤشر المركب للقطاع ككل في ربع السنة الثالث 63 نقطة، مقارنة مع 50 نقطة لربع السنة الثاني؛ وذلك بفضل سجل أعلى لمؤشر تفاؤل الأعمال لمستويات المكونات الثلاثة. ويتوقع من شملهم الاستطلاع أن تشهد أسعار النفط المزيد من الارتفاع، نظرًا لاستمرارية قوة الطلب وتوقع أن يستمر نموه. وسجل مؤشر تفاؤل الأعمال لمستوى أسعار البيع 65 نقطة في الربع الثالث من عام 2011، مرتفعًا من 53 نقطة في ربع السنة السابق. وتوقع 70% من منشآت الأعمال أن ترتفع الأسعار في الربع الثالث من العام الجاري، في حين رجح 25% ألا تشهد الأسعار أي تغير. وشهدت التوقعات لصافي أرباح الشركات في القطاع تحسنًا كبيرًا عنها في ربع السنة الماضي، حيث سجل مؤشر تفاؤلها 65 نقطة، مقارنة مع 50 نقطة في ربع السنة الثاني. أما مؤشر تفاؤل الأعمال لعدد المستخدمين، فقد ارتفع إلى 55 نقطة في الربع الثالث من عام 2011، من مستوى 45 نقطة في الربع الثاني من عام 2011. القطاعات غير قطاع النفط والغاز أوضح مسح مؤشر التفاؤل بالأعمال أنه على الرغم من هبوط المؤشر المركب، فإن تفاؤل الأعمال يظل مرتفعًا جدًا. ويعود تراجع قيمة المؤشر المركب إلى هبوط قيم مؤشر تفاؤل الأعمال للمكونات الستة بأكملها. وإن مؤشر تفاؤل الأعمال لحجم المبيعات سجل 61 نقطة، مقارنة مع 78 نقطة في ربع السنة الثاني، في حين تراجع مؤشر التفاؤل للطلبيات الجديدة بمقدار 16 نقطة إلى 62 نقطة. أما مؤشر التفاؤل لمستوى أسعار البيع فقد سجل 34 نقطة في الربع الثاني منخفضًا من 46 نقطة في ربع السنة السابق. وتباطأ المعدل السنوي للتضخم بالسعودية إلى أدنى مستوى له على مدى 16 شهرًا، مسجلًا 4.6% في شهر مايو، وذلك أساسًا بفضل هبوط أسعار المواد الغذائية. بيد أن من المتوقع أن تتنامى الضغوط التضخمية في النصف الثاني من العام مستجيبة للإجراءات الإنفاقية الإضافية التي تم الإعلان عنها من جانب الحكومة، وضعف الدولار، وارتفاع أسعار المواد الخام. أيضًا أسهم التراجع في التوقعات للطلب والأسعار في انخفاض التوقعات للأرباح ومستويات المخزون. وسجل مؤشر التفاؤل لصافي الأرباح 57 نقطة في الربع الثالث من العام