أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة على أهمية نشر فكر الوسطية والاعتدال في المجتمع، والوصول لمواقع الشباب واحتوائهم وتثقيفهم واستغلال قدراتهم وطاقاتهم، وتوجيهها التوجيه السليم الذي يخدم الدين والوطن، لافتًا إلى أن الأمم والمجتمعات هي نتاج أفكار وثقافات، فعلى من يتولى المسؤولية أن ينهض بدوره ومسؤوليته في تثقيف المجتمع وبناء الإنسان. وقال سموه خلال استقباله أمس رئيس وأعضاء مجلس إدارة نادي مكة الثقافي الأدبي المنتخب: إن على المثقفين أن يتواصلوا مع الشباب والأطفال عبر مواقع الاتصالات الحديثة، ولا ينتظرون أن يأتي إليهم هؤلاء، وطالب باستغلال مواسم الحج والعمرة للتواصل مع جميع الثقافات والاستفادة منها، كما وعد سموه بتقوية التعاون بين الأندية الأدبية ومؤسسة الفكر العربي. من جانبه قال الدكتور أحمد بن نافع المورعي رئيس مجلس إدارة نادي مكة الثقافي الأدبي: إن اللقاء كان جيدًا وفوق العادة، حيث استمعنا لتوجيهات سمو أمير منطقة مكةالمكرمة حول بناء الإنسان نحو العالم الأول، خصوصًا في منطقة مكةالمكرمة، لأن سمو الأمير رفع شعار تنمية المكان وتنمية الإنسان، وأكد سموه أن النادي الأدبي هو جزء من هذه التنمية، وأن الأمم والمجتمعات هي نتاج أفكار وثقافات، فعلى الأندية الأدبية أن تنهض بدورها ومسؤوليتها في تثقيف المجتمع وبناء الإنسان، واستمع سموه إلى آراء وأفكار أعضاء مجلس الإدارة الذين حضروا اللقاء، وكيف كان توجههم نحو بناء وتنمية الإنسان من خلال الثقافة، وركز الأمير على قضية أن الناس في مكة يجب أن ينتقلوا نحو العالم الأول، بحيث يتواصلون مع جميع فئات المجتمع، خاصةً في فترة الحج والعمرة وأن يكون للأندية نشاط في ذلك. وأضاف المورعي: لقد وجّهنا سمو أمير منطقة مكةالمكرمة بأن النادي لا يبقي في مكانه، وإنما يتصل بالناس لأن هناك فئة الشباب والأطفال قد لا يحبون أن يحضروا محاضرة فيها نخبة وصفوة وإنما يريدون أن نصل إليهم عبر التويتر والفيس بوك، وسنصل إلى الجميع إن شاء الله لأن هناك لجنة الإعلام الجديد متخصّصة في هذا الموضوع، وأيضًا ركز سموه على قضية الاهتمام باللغة العربية وقبل ذلك الاهتمام بثوابت المملكة وما شرّفها الله به من الدين الإسلامي والرسالة العالمية التي تحملها المملكة في خدمة الإسلام ورعاية الحرمين الشريفين، وأكد سموه خلال اللقاء على أن أي تنمية حضارية وإنسانية لا يمكن أن تكون إلا بالمحافظة على الدين، وعلى ثوابت المملكة العربية السعودية التي أسّسها الملك عبدالعزيز على هذه الأسس السليمة والقوية، وأيضًا تطرّق اللقاء لدور المرأة، ولفت إلى أن حضور السيدات في النادي كان كبيرًا، وأخبرنا سموه أن السيدات يمثلون 20% من مجلس الإدارة و40% من اللجان وهذه خطوة كبيرة، وكان اهتمام سمو أمير منطقة مكةالمكرمة بالمرأة اهتمامًا كبيرًا، وأعطى دفعة لعضوات مجلس الإدارة ليتحركن وينطلقن من خلالها. وأشار المورعي إلى أن الأمير خالد الفيصل وجّههم بالاهتمام بقضية الفن والمسرح الذي لا يتعارض مع الدين ومع خصوصية مكةالمكرمة شرّفها الله عز وجل، ووعد سموه بدعم النادي كما وعد بأن يكون له إن شاء الله أمسية في نادي مكة الأدبي سيتم ترتيبها فيما بعد إن شاء الله، كما وعد بتسهيل الإجراءات لنادي مكة وجميع الأندية في منطقة مكةالمكرمة، بحيث تقوم بدورها ونشاطها وسيكون هناك تعاون بين نادي مكة الثقافي الأدبي وبين مؤسسة الفكر العربي التي يرأسها سموه، وقد اعتبر الأمير الفيصل أن النادي جزء من المؤسسة ولله الحمد، وكان اللقاء جيدًا وممتعًا وشيقًا استمر زهاء الساعة، وكان فيه انشراح وفرح من جميع الأعضاء. وردًا على سؤال ل «لمدينة» فيما يتعلق بمشروع بناء المقر الجديد وإشكالية النادي مع كتابة عدل مكة برفضها إفراغ مقر النادي القديم الذي تم بيعه في عهد مجلس الإدارة السابق، كان سمو الأمير داعمًا لمجلس إدارة النادي السابق في توجّهه نحو بيع النادي القديم وسرعة الإجراءات التي ينبغي أن تتم في هذا الموضوع، وأيضًا بناء النادي الجديد، وإن شاء الله عملية إتمام البيع ستتم، وهي الآن متوقفة بين وزير الإعلام ووزير العدل، وفي مراحلها الأخيرة، وأيضًا بناء النادي الجديد وعد سموه بتقديم كل الدعم ليكون مركزًا حضاريًا وإشعاعيًا يليق بنادي مكة الثقافي الأدبي في مكةالمكرمة. وعن موعد بدء النشاط الفعلي لمجلس الإدارة المنتخب مؤخرًا قال المورعي: الإدارة السابقة كان لها جدول منبري معتمد إلى آخر العام بموافقة إمارة منطقة مكةالمكرمة، والإدارة الحالية ستستكمل النشاط، وسيكون أول لقاء اليوم الأحد بأمسية شعرية تقام بالمكتبة العامة بالزاهر. من جهة أخرى استقبل صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة أمس الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز الناصر مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف المساعد بمنطقة مكةالمكرمة بمناسبة تعيينه، حيث التقى سمو الأمير، ونقل له تحيات المسؤولين في الوزارة، وقال الشيخ عبدالله الناصر ل «لمدينة» عقب اللقاء: لقد تشرّفت اليوم بالسلام على سمو الأمير خالد الفيصل، وتلقينا توجيهات سمو التي تعتبر نورًا وإضاءة لنا في طريق العمل، وكانت توجيهات سديدة، أكد خلالها على العمل على حفظ هذا الدين، وإظهاره بمظهر الاعتدال، وأن تكون أعمالنا وفق الشريعة الإسلامية.