كشف ممدوح الشيخ، الكاتب والباحث فى الشؤون القبطية، أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية لن تكون قابلة للاستمرار فى ظل مناخ ديموقراطى، وأن هذا التحوّل بداية «خريف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية». وذكر الشيخ فى كتابه «خريف الباباوات من الفاتيكان إلى كرسى الإسكندرية، وهل يكون شنودة الثالث البابا الأخير» أن الكنيسة الأرثوذكسية لن تكون قابلة للاستمرار فى ظل مناخ ديموقراطي، وأن التحوّلات الحالية بداية «خريف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية». وأكد الشيخ أن صدور الكتاب أثار ردود فعل مسيحية غاضبة بين الأقباط، وأن العالم يشهد تطورًا لم تكن الكنيسة لتنجو من تأثيراته، وحضورًا متزايدًا للدّين في العالم، وفي الوقت نفسه تشهد تصدّعًا خطيرًا فى بنيان البابويات وبالدرجة الأولى «الفاتيكان»، معتبرًا أن هذا يستتبع هذا ما يطلق عليه «النزيف الصامت» من الكاثوليكية إلى المذاهب الأكثر تحررًا، وأحيانًا خارج المسيحية. ويتابع الكاتب أن «المسيحية» تشهد عالميًّا أزمة هي الأكبر في تاريخها منذ عصر النهضة، بسبب الأضرار البالغة التي ألحقتها الانتهاكات الجنسية الواسعة فى الكنسية الكاثوليكية التي أفقدت كثيرًا من المسيحيين الثقة في الإكليروس الديني عمومًا، وبعضهم فقد الثقة فى المسيحية كدين، مؤكدًا أن السنوات القليلة الماضية شهدت جدلاً عقائديًّا «مؤلمًا» لكل المسيحيين كان من أهم نماذجه الضجة التي أحدثتها أعمال الروائي البريطاني دان بروان، وبخاصة «شفرة دافنشي» و»ملائكة وشياطين». وحسبما ذكر ممدوح فمصر شهدت ضجة مماثلة أحدثتها رواية «عزازيل» للدكتور يوسف زيدان، موضحًا أن استعادة مصر ل»إنجيل يهوذا» وهو في النهاية قطعة أثرية بغض النظر عن محتواه العقائدى، أثار ردود فعل مسيحية تكشف عن أزمة داخلية مسيحية كبيرة. وتناول المؤلف بالتحليل وقائع ما يوصف باحتجاز مسلمات تحولن من المسيحية إلى الإسلام على يد الكنيسة، معتبرًا حالة وفاء قسطنطين الأهم، فما جعل رد الفعل القبطى يتّسم بالعصبية الشديدة أن اعتناقها الإسلام كان مؤشرًا على وصول تصدع عقائدى خاصة أنها زوجة كاهن، معتبرًا أن البابا شنودة قام بعدد من التصرفات كان الدافع لها طموح البابا الشخصي أولاً وأخيرًا، فلم تكن رد فعل على ضغوط داخلية ولم تكن استجابة لتحولات خارجية، بل كانت «قفزة في الفراغ» ستظل تبعاتها تثقل كاهل الكنيسة المصرية لسنوات.