مما لاشك فيه إن الكلام الطيب تلين له النفوس وتبتعد كل البعد من قبيحه، وقال تعالى(( وقولوا للناس حسناً )) وقد قيل:«من لانت كلمته وجبت محبته»,وقيل:«لا أنس مع قبيح الكلام» فالمحبة قد تزرعها كلمة طيبة تلقى في القلب فتثمر حبا وعطفا وأنسا وراحة. والإسلام إنما يدعو إلى الكلام الطيب لكي يتحقق بين الناس تلك الحياة الطيبة التي لا تتحقق بغير الألفة والمودة.وعندما اتحدث عن الكلام الطيب فإني انوه إلى كلمة التشجيع لإن من واقع حياتنا الإجتماعية الإمن رحم ربي.وجدت ان الأسلوب المأخوذ به في مجتمعنا هو التوبيخ في الأسرة او المدرسة، واللوم والعتاب بين الأصدقاء والإخوة، ومع الأسف نجد كثيرا من الناس يسكتون على الفعل الحسن والعمل الناجح، ويطلقون ألسنتهم بالذم على ما اقترف من خطأ أو ذنب.فمثلاً تجد بعض الآباء يجهلون معنى التشجيع بالقول الحسن ويجهل عظيم الأثر على نفوس أبنائهم في جميع مستويات حياتهم، والكل يعرف ما للتوبيخ من الأثر السييء على شخصياتهم.وايضاً هناك بعض المدرسين يجهلون أن من بين أسباب عزوف التلاميذ عن الدراسة ذلك الأسلوب الحاد والتجريح الذي يأخذ به بعضهم ظنا منهم أنه أبلغ أثرا في سبيل تدريب الطالب على الجد والمواظبة والسعي نحو النجاح.واما رسالتي إلى أحبتي في مجتمعنا هو ان يعرف الأصدقاء ما للثناء والكلمة الطيبة من الأثر البالغ على علاقتهم بأصدقائهم وزملآء العمل، واما العتاب الشديد القاسي فقد يخدش الصداقة بينهما.ولا ينسي ايضاً ذلك الزوج ما تقومُ به زوجته من حسن تدبير لشؤون بيتها، فلا بد ان يثني كل الثناء عليها من الأثر الطيب العميق في نفسها، واما نقده اللاذع وتجاهله المستمر لما تقوم به من جهد فقد ينعكس عليها ذلك الجهد الى نتائج سيئة في نفسها.و هناك يجهل كل رئيس عمل ما للمدح والثناء على اعمالهم وعبارات التشجيع من الأثر الجميل في نفوس العاملين، ويجعل ذلك التشجيع طريقاً يصل به الموظف على وتيرة العمل بدقة وجودة في كل أعماله. واخيراً أُذكر ان الكلمة الطيبة تحول العدو إلى صديق بإذن الله، وتقلب الضغائن التي في القلوب إلى محبة ومودة عبدالرحمن عبدالحفيظ منشي -رابغ