حين ارسم في ذاكرتي بعض الصور الصغيرة للحياة الكبيرة أجدني أعود محملا بهزيمة الحزن ومرارة اليأس خاصة حين أتخيل الفقراء الذين هزموا الرغبة بإرادة فكانت عقوبتهم أن تكون أرصدتهم في الحياة..صفرا.. صفرين.. ثلاثة أصفار.. أربعة اصفار أتعرفون لماذا ؟! لأنهم قدريون جدا والإنسان العربي قدري بطبعه ولأنهم يحسبون حسابا كل شيء بدقة، تجدهم يحسبون حساب الكلمة والهللة والقرش والرغيف وحبة النوى والتمرة ويرفضون كل ماله علاقة بالحرام وغيرهم يبلع الزلط ، زلط إيه ،ارصفة ،شوارع ,مخططات ، مدن دون هيبة ودون خوف ويكبرون على حساب غيرهم وتكبر أرصدتهم وتنمو نمواً غير طبيعي والفقراء بعكسهم يموتون في الثانية ألف مرة من اجل كسرة الخبز ويغادرون وفي ذهنهم يوم الحساب ويؤمنون بأنه يوم الفرح الذي يعد بالنسبة لهم الحلم الأكبر من أن يخسره عاقل في حياة هي قصيرة مهما طالت ولأنهم يراهنون بأن الفرح الحقيقي في الحياة الآخرة لا الحياة الدنيا كانوا الفقراء ..واللصوص الأغنياء يسمونهم أغبياء ..وهم يرون العكس وأنهم اذكى بكثير من غباء اللصوص لماذا ؟؟ المضحك أن معظم اللصوص يلبسون النظارات السوداء والساعات الثمينة ويتجولون في حضور الفرح ويتعاملون مع الآخر بأسلوب مختلف ربما لأنهم يظنون انه من الغباء أن تبقى غبيا للأبد فقيرا حتى اللفظة الأخيرة دون أن تفعل شيئا. وفي حضور المعدمين كانت إجابة احدهم حين قال له احد الفقراء وماذا تريد مني أن افعل طالما أنني لا أملك شيئا سوى العدم وحتى الرغيف الجاف والذي قد أجده يوما يغيب عني يومين وحكايتي مع الفقر كانت لي لأنني كنت احد الذين ضيعوا الفرصة الذهبية في الثراء وانتهزها غيري وسرق باليدين والقدمين مساحات شاسعة ، تلك المساحات لم تكن لأحد و في طفولتي كنت احسبها لله !!وكنت أظنها هكذا في ذهني وقرويتي وعفويتي التي قالت لي أن سرقة الأراضي البيضاء فعل يمارسه اللصوص وعقوبة السرقة قطع اليمين فخفت على يميني !! وحين أفقت كانت الصدمة أنني لم أجد أرضا حولي وأن الأراضي التي كانت بيضاء من حولي قد امتلأت بالعمران وكل الفضاءات التي كانت ملعبي ورفاقي أصبحت مملوكة لغيري تاركين الفقر لي وكأن الفقر يعشق أصحابه واحمد الله أنني لم افقد يميني!! كما لم يفقد غيري يمينه وللحياة التي ملأت أرصدتي أصفارا أقول لها غدا أرى كل اللصوص وكل الذين اعرفهم واعرف عنهم تفاصيل وأسرار الثراء !!!...،،، · (خاتمة الهمزة) ... اللص الذي يسرق خروفا هو لص غبي واللص الذي يسرق جملا هو لص أذكى منه بقليل لكن اللص الذي يلبس النظارة السوداء ليخفي تحت ليلها مليارات من الخوف والرهبة ينبغي ألا نسميه لصا ...!! وهي خاتمتي ودمتم. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (48) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain