منذ العقود الخمسة الماضية أخذت الثروة الحيوانية في بلادنا بالتناقص وذلك لقلة هطول الأمطار والجدب الذي أصاب معظم مناطق الرعي بالمملكة والتي كان اصحاب المواشي يرتعون بمواشيهم داخلها بالاضافة إلى نزوح معظم مربي المواشي إلى المدن والمحافظات والقرى للمشاركة في خطط الدولة التنموية التي استفاد منها السكان وتعليم أبنائهم في المدارس المختلفة التي أسستها الدولة واصبح في الوقت الحاضر قلما تشاهد أصحاب المواشي في المناطق التي كانت مرتعا لمواشيهم في الماضي، إلا أن هواة تربية المواشي لا يزالون يمارسون هواية تربية مواشيهم وأصبحوا يتنقلون بها بما لديهم من مواصلات وإمكانات في المناطق التي تهطل بها الأمطار وشجعهم على ذلك إعانة الدولة على تحمل تكاليف سعر الكيس الواحد كخطوة إيجابية من الدولة لمساعدة هواة ترية الماشية والحفاظ عليها من الانقراض ولقد بدأت مشكلة ندرة الشعير ورفع إسعاره وأطلت برأسها على مربي المواشي واستغلال الوافدين وجشع التجار ليتحايلوا على رفع اسعارها تارة بعدم وجود الشعير وتارة أخرى بزيادة إسعاره وأصبحت هذه المشكلة قائمة تتأرجح حسبما يرسمه لها أصحاب السوق السوداء، ويتحكمون في ارتفاع سعره أو بعدم وجوده من السوق وذلك بقصد فرض مبتغاهم والأسعار التي يريدونها إلا أن المهتمين لا يزالون يراوحون مكانهم دون أن يضعوا أيديهم على الخيوط الأولى لمن يحرك سوق الشعير وافتعال تلك الأزمات المتكررة وقطع دابر هذه الأزمات المتفعلة بأسعار الشعير وتصارعت وتيرة أخبار الشعير في الآونة الأخيرة عبر وسائل الإعلام المختلفة وأصبحنا نلمس ونشاهد ونقرأ يوميا وفي معظم المدن والمحافظات والقرى وبالصوت والصورة تلك الجموع من المواطنين وهم يزدحمون فيما بينهم بالرغم من وجود رجال الأمن وبقوة على بعض الشاحنات المخصصة لبيع الشعير بسبب نقصه من السوق وزيادة أسعار الكيس الواحد حتى تجاوز 60 ريالا. إلى متى يبقى المد والجزر في افتعال هذه الأزمات وتضرر مربي الماشية من نفوق مواشيهم بسبب ارتفاع سعر كيس الشعير أو عدم وجوده؟ ناشي رباح السراني - المدينة المنورة