يقول البعض , دفاعا عن الدكتور طارق الحبيب ، انه أصبح مثل الجمل يوم طاح كثرت سكاكينه ، وواقع الحال يقول لنا أنه لم يكن جملا في يوم من الأيام حتى يقع وتكثر سكاكينه ؟!! فهو ممن يصولون ويسفسطون ويجولون أمام شريحة من المجتمع تجهل التفريق ما بين الطب النفسي وعلم النفس العلاجي. الأسبوع قبل الماضي استضافتني قناة روتانا خليجية في برنامج «ياهلا» من أجل التعليق على «مغتصب القاصرين والقاصرات» , كون تخصصي هو علم النفس الاكلينيكي. تعليقي كان في البداية عن حديث د.طارق الحبيب في قناة «الرسالة» الدينية حيث قال :» أن أهالي الشمال والجنوب في مجتمعنا لا ينتمون لوطنهم وإنما انتماؤهم وولاؤهم للبلدان المجاورة لنا في الشمال والجنوب»؟!!ورددت عليه في حينه وعلى الهواء مباشرة , بعد أن استأذنت مقدم البرنامج الأستاذ علي العلياني , الذي أثار هذا الموضوع من ضمن فقرات عديدة ، وقلت أن كلامه مردود عليه , فكل مواطن في الشمال والجنوب والشرق والغرب والوسط لديه انتماء وولاء حقيقي للوطن» إضافة أنه غير متخصص البتة في العلاج النفسي بل هو طبيب نفسي متخرج من كلية الطب متخصص في معالجة الأمراض العقلية بالعقاقير ، وهو ما يطلق عليه « الذهان» , بلغة العامة «الجنون» ولكنه غير متخصص في معالجة « العصاب» بضم العين والعصابيون هم الذين يحتاجون إلى علاج نفسي بالكلام وليس أدوية وعقاقير. ونظرا لعدم تخصصه في العلاج النفسي بدأ يدغدغ مشاعر الناس باسم الدين واتجه إلى ما يسمى بالرقية الشرعية , وأخذ يصول ويجول في هذا المجال كطبيب شعبي وليس كطبيب نفسي , كون الطب النفسي بحد ذاته لا يؤكل عيشا عندما نقارنه بالعلاج النفسي الذي هو علاج بالكلام لمشاكل العصر «المشاكل النفسية» التي تأتي من البيئة التي نعيش فيها , على سبيل المثال :( البيت , المدرسة , الكلية , العمل , الزواج , الأسرة , الأصدقاء , الزملاء , أرباب العمل , الشارع وغيرها من المنغصات التي نعايشها بشكل يومي) ، ومتى ما تعاملنا معها بطريقة ايجابية تصبح بالضبط مثل البهارات في الأكل لابد من وجود تلك المنغصات حتى لا تصبح حياتنا روتينا مملا على وتيرة واحدة , وتكون تلك المشاكل النفسية وتلك المنغصات سلبية وتؤثر علينا وعلى أسرنا وإنتاجيتنا في العمل بل وتأكل وتشرب معنا عندما نفشل في كيفية التعامل معها ونجعلها تسيطر علينا. بالطبع هذه ليست المرة الأولى التي يسفسط فيها طارق الحبيب , (والسفسطة هي ادعاء العلم بالشيء وهو لا يعلمه) ، ويتهجم فيها على مناطقنا ومجتمعنا بل إنه بخزعبلاته وسفسطته تناول رسولنا الأعظم حبيبنا وسيدنا محمدا عليه أفضل الصلاة والسلام واستنقص من شخصيته في تحليله النفسي «غير المتخصص فيه»؟! وغير العلمي ولن أطيل في الموضوع فأستاذنا عبد الله الشريف قام بالواجب ورد عليه بحكم التخصص. ثم في برنامج مستشارك, في قناتنا الأولى , الذي كان يقدمه الأخ جاسم العثمان, قبل عدة سنوات , عندما سأله عن ماذا يقول على الإرهابيين الذين دمروا ممتلكاتنا العامة والخاصة ونحرونا كالخراف فقال بالحرف الواحد « أمي أو والدتي تقول لي لا تتكلم عن أحد «؟!! أين الوطنية والانتماء الحقيقي للوطن الذي يدعيه أخونا طارق الحبيب ؟ . ثم بنفس الحلقة والبرنامج سألته سائلة وقالت أن ابنها لديه فرط حركي, أي نشاط زائد ولأنه غير متخصص في علم النفس العلاجي فشل في الإجابة على السؤال بل أحرجته السائلة وقال لمقدم البرنامج جاسم العثمان كم تبقى من الوقت ؟ قال له عشر دقائق قال سوف أجيب السائلة بعد البرنامج؟!!. ثم التخبط الآخر والخلط الواضح في ما يسميه د.الحبيب في كتابه « العلاج النفسي والعلاج بالقرآن. . رؤية طبية نفسية شرعية « يتمثل هذا الخلط بإقحام القرآن الكريم بأمور ونظريات علمية متغيرة. فالأمور الدينية يجب أن لا تقحم بهذا الإسفاف والضحك على البسطاء من الناس، فاستغلال السذج من الناس ممن يصدقون بالأطباء الشعبيين الذين يبصقون على الناس ويستخدمون مياه الصحة وقوارير زيت الزيتون ويكسبون مبالغ يعجز أي طبيب متمكن أن يحصل عليها أمر مرفوض من قبلنا جميعا ثم خرج علينا بنظرية جديدة للجن والأنس , ووفق نظرية د. طارق الحبيب المكتشفة ، كما يقول في كتابه في جريدة الرياض اقتباسا « أن الجن يؤثرون على الإنس وأن التأثير قد يكون من داخل الإنسان أو خارجه « ويقول المحرر للخبر اقتباسا أيضا . . .» واستند الدكتور الحبيب في ذلك إلى دخول الهواء والميكروبات وغيرها إلى جسم الإنسان مما يؤكد على إمكانية دخول الجن إلى جسم الإنسان كذلك « انتهى النص المقتبس من جريدة الرياض . أنا هنا والعياذ بالله من الأنا لن أدخل في أمور دينية وجدلية المتمثلة بدخول الجن للإنسان من عدمه لأنني غير متخصص ولكن ما يلاحظ هو أن البعض من الأطباء النفسيين نهجوا في السنوات الأخيرة منهجا يخلطون فيه مابين الطب النفسي والطب الشعبي وبدأوا أيضا يميلون للثاني وهذا يدل دلالة واضحة على إفلاسهم ونشبههم بالضبط مثل البنوك التي بدأت تتجه إلى تغليف معاملاتها البنكية بالتوجه الإسلامي من اجل كسب المزيد من الزبائن. ولكن طالما أن عدوى الجن ,وفق نظرية د. الحبيب , تنتقل عن طريق دخول الميكروبات العالقة بالهواء إلى جسم الإنسان لذلك فانه يتحتم علينا أن نضع دائما كمامات على أنوفنا ونقفل جميع مداخل ومخارج أجسامنا حتى لا يدخل الجن أجسامنا ويعشعش فيها مثل ما يقول مكتشف النظرية دخول الميكروبات والهواء جسم الإنسان ؟ ! ! نعود إلى أهلنا في الشمال وأهلنا في الجنوب لنقول لهذا الطبيب النفسي بأنك استغللت القنوات الدينية كمنبر لكي تتهجم ليس فحسب على أهلنا وناسنا في الشمال والجنوب بل على رسولنا الأعظم دون تحليل منطقي مقنع ودون دراسات وأبحاث مقنعة تثبت لنا إن أهلنا في الجنوب وأهلنا في الشمال ليس لديهم انتماء. خلاصة القول أنه بعد إطلاق طارق الحبيب لهذا الكلام , الذي يهدد الوحدة الوطنية ويزعزع تماسك جبهتنا الداخلية, والتي حذرت كثيرا من تلك القنوات التي تسمي نفسها قنوات دينية, سألت زوجتي «أم عبد العزيز» وهي قحطانية من أبها من منطقة عسير , وأتشرف بذلك , وقلت لها هل لديك انتماء لهذا الوطن فأنت من الجنوب؟ ضحكت وقالت لي أنت ويش شايف ؟ قلت لها أن لديك انتماء وولاء لهذا الوطن أكثر مني . فأنت مربية فاضلة ومعلمة لأكثر من خمس وعشرين سنة تخافين الله وتأتين للعمل على الوقت وتنصرفين على الوقت ولا تأخذين إجازات مرضية أو إجازات بتقارير مزيفة وكنت مثل بقية المعلمات تدرسين في القرى النائية في إحدى قرى الخرج , مسقط رأسي , وأنت ساكنة في الرياض , لمدة سنة , تسافرين يوميا وكنت حاملا بابني عبد العزيز هكذا عرفتك . هل بعد ذلك نحن بحاجة إلى شهادة أمثال طارق الحبيب لكي يقيّم لنا الانتماء للأوطان؟ . [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (29) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain