* من مكارم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- يحفظه الله- التي لا تعد ولا تحصى والتي تتدفق بالعطاءات الخيرة والمثمرة على أفراد شعبه ووطنه بين الحين والآخر.. تكريم الثقافة والمثقفين ببلادنا بمنح الأندية الأدبية الثقافية إعانة مالية قدرها عشرة ملايين ريال لكل ناد للاستعانة بها في توفير مقرات مناسبة لها تتفق وطموحاتها المستقبلية وتواكب النهضة المباركة التي تعيشها بلادنا في شتى مجالات الحياة. * وقد كان لهذه المكرمة الكريمة صداها الواسع في أوساط الأدباء والمثقفين ليس على المستوى المحلي فحسب.. بل على المستوى العالمي أيضا؟. * وقد بدأت معظم الأندية الأدبية في وضع الاستراتيجيات والآليات التي يسار عليها في تنفيذ هذه المكرمة تحقيقا للهدف الذي وجدت من أجله.. والبعض الآخر ربما كان سيرها بطيئا لانشغالها بالجمعيات العمومية للانتخابات التي تجري حاليا في الأندية الأدبية وفق اللائحة الجديدة. * وقد جاء في المادة (2) من اللائحة الاساسية الجديدة للأندية الادبية مانصه (النادي الادبي هو مؤسسة ذات شخصية اعتبارية مستقلة ماليا واداريا وتعنى بالأدب والثقافة). * واستنادا لنص هذه المادة طلب رؤساء الأندية الأدبية في اجتماعهم بمعالي وزير الثقافة والاعلام خلال فعاليات معرض الكتاب الدولي بالرياض لعام 1432ه استقلالية التصرف في هذه الاعانة وعدم الارتباط في مجرياتها التنفيذية بالوزارة تسهيلا لروتين الصرف والتنفيذ والانجاز. * ومع احترامي وتقديري لزملائي رؤساء وأعضاء مجالس الأندية الأدبية وسلامة مقصدهم ورؤيتهم الاجتهادية الا أنه من منطلق خبرتي الطويلة في الشأنين المالي والإداري وما يكتنف شعبهما من اجراءات وتشعبات وتخصصات تحتاج الى خدمات مساندة قد لا تتوفر في أجهزة الأندية الأدبية وخاصة الفني منها وللمصلحة العامة التي جندنا من اجلها جميعا فإنني وبرؤية مخلصة مجردة من كل مقصد اقترح ما يلي: * أن تقوم وزارة الثقافة والاعلام مع مندوبين من الأندية الأدبية بوضع مواصفات ومساحات وأمكنة محددة لقيام هذه الأندية. * وضع الرسومات المعمارية التي تتفق والشكل المعماري لهذه المباني كمعالم حضارية في المدن. وبشكل موحد ومميز (جمالا وصورة). * الأخذ في الحسبان صلاحية هذه المباني واستيعابها مستقبلا للمراكز الثقافية المزمع قيامها والتي سينضم اليها فيما بعد اضافة الى الأندية تخصصات اخرى كجمعيات الثقافة وماسواها من التخصصات الأدبية والثقافية. * مراعاة أن تتواجد هذه الاندية في أماكن مناسبة من المدينة لتسهيل الوصول اليها والافادة من نشاطاتها عن قرب. * حبذا لو أسهمت وزارة الشؤون البلدية والقروية بتوجيه البلديات بمنح الأندية الأدبية بعض الحدائق الواقعة في أطراف المدن لبناء مقراتها عليها فما أكثر الحدائق التي قد تزيد عن الحاجة التي وجدت من اجلها. * يكون الاشراف الفني في التنفيذ للقسم المختص بالوزارة أو الاشغال العامة في المدينة أو البلديات. * توقيع عقد الإنشاء يتم من قبل الوزارة ومسؤولين من الأندية الأدبية. وفق المواصفات والعقود الرسمية في مثل هذا المجال. ***** * وختام القول: فقد هدفت من هذه الرؤية إلى أمور عدة من أهمها: * انشغال الأندية الأدبية والثقافية برسالتها الأساسية التي لا تخفى على كل ذي لب.. إضافة إلى ان خبرة من يمثلونها قد تكون بعيدة عن مجال هذه الاعمال ولو أسندت لمكاتب هندسية خاصة فستكلفها مبالغ باهظة الأولى ان تنفق على نشاطاتها الأخرى المتعددة. * وإذا وجد من الأندية من تملك مقرات جديدة الإنشاء تفي بنشاطاتها الحالية والمستقبلية.. فاقترح ان يشترى بمبلغ المكرمة عمارة أو محلات تجارية يكون ريعها مسانداً لميزانية النادي بدلاً من ان يبقى المبلغ مجمداً لا يستفيد منه سوى البنك المودع فيه. ***** * ذلك ما أردت الإشارة إليه عن هذه المكرمة الملكية ومسديها خادم الحرمين الشريفين متعه الله بالصحة والعافية وأدام عزه وتوفيقاته.. والآلية التي أرى ان يسار عليها التنفيذ.. وكلي ثقة ان زملائي في الأندية وجميعهم من ذوي الثقة والأمانة الوطنية والإخلاص.. لن تضيرهم رؤيتي ومقترحاتي بشيء طالما اننا جميعاً نهدف إلى ان يحصل كل ناد على المقر الذي يناسبه ويحقق طموحاته حاضراً ومستقبلاً وبالطرق السليمة (اجراء وتنفيذاً) والله من وراء القصد. * ص.ب 101 - الطائف