عبر وزير الخارجية السورية أمس عن حرص سوريا على أفضل العلاقات مع تركيا داعيا المسؤولين الأتراك إلى إعادة النظر بمواقفهم، فيما طالب فرنسا بالتخلي عن سياستها «الاستعمارية» تحت ستار حقوق الإنسان، وشن هجوما لاذعا على وزير خارجيتها آلان جوبيه. وقال المعلم في مؤتمر صحافي بثه التلفزيون السوري مباشرة إن «الأصدقاء الذين سمعوا خطاب الرئيس (السوري بشار الأسد) وأداروا ظهورهم له، عليهم أن يعيدوا النظر في موقفهم، ونحن حريصون على أفضل العلاقات مع الجارة التركية». وأشار إلى وجود «أكثر من 850 كلم من الحدود المشتركة يؤثرون عليها ونؤثر عليها». وقال «لا نريد أن نهدم سنوات من الجهد الذي قاده الرئيس الأسد لإقامة علاقة مميزة استراتيجة مع تركيا، وأرجو أن يعيدوا النظر في موقفهم». واعتبر الرئيس التركي عبدالله غول الاثنين الماضي أن على الرئيس السوري بشار الأسد أن يكون «أكثر وضوحا بكثير» في كلامه عن التغيير الديموقرطي في سوريا، مضيفا: «علينا أن نقرأ بين السطور في خطابه بينما المطلوب منه أن يقول بشكل واضح وعالٍ: سننتقل إلى نظام تعددي وسننظم انتخابات ديموقراطية طبقا للمعايير الدولية». وعبر المعلم عن الأمل «من أصدقائنا الأتراك التعاون معنا لعودة اللاجئين آمنين إلى بيوتهم ونحن نكفل حسن معيشتهم». ونفى الوزير السوري «أن يكون أي شخص عاد إلى منزله تم اغتياله أو اعتقاله أو كما قيل اغتصابه»، مشيرا إلى «أنهم آمنون فهذه أعلى سلطة في البلاد تعطيهم الأمان». وكان الرئيس السوري بشار الأسد دعا في كلمة في جامعة دمشق الاثنين اللاجئين الذين فروا من جسر الشغور وقراها إلى تركيا للعودة إلى بيوتهم، مؤكدا أن الجيش السوري موجود هناك «من أجل خدمتهم». وقال الأسد «نؤكد على دعوة الحكومة السورية إلى أهالي جسر الشغور وقراها، أدعو كل شخص أو عائلة هاجرت من مدينتها إلى العودة». وأضاف أن «هناك من يوحي بأن الدولة ستنتقم هذا غير صحيح فالجيش موجود من أجل خدمتهم». من جانب آخر، طالب المعلم الأربعاء الدول الغربية بعدم التدخل في شؤون سوريا، معتبرا أن العقوبات الغربية على سوريا «توازي الحرب». وتعليقا على ردود الفعل على الخطاب الذي ألقاه الأسد، قال المعلم: «كفوا عن التدخل في الشأن السوري، لا تثيروا الفوضى ولا الفتنة». وأضاف أن العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على سوريا «توازي الحرب». وانتقد الوزير السوري أوروبا خصوصا مشيرا إلى أن دمشق تدرس تعليق عضويتها في الاتحاد من أجل المتوسط. وقال: «سننسى أن أوروبا على الخارطة وسأوصي قيادتي بتجميد عضويتنا في الاتحاد من أجل المتوسط»، مشيرا إلى أن دمشق جمدت «اتفاقية حوارنا من أجل الشراكة الأوروبية». وأضاف «سننسى أن هناك أوروبا من الخارطة وسنتجه شرقا وجنوبا وإلى كل اتجاه يمد يده إلى سوريا، العالم ليس أوروبا فقط، وسوريا ستصمد كما صمدت في 2003 وكما كسرت العزلة آنذاك وهي قادرة على تخطيها». وأكد وزير الخارجية أن «الشعب السوري بروحه الوطنية العالية قادر على صنع مستقبله بعيدا عنكم»، مشددا على أنه «ليس لأحد من خارج العائلة السورية أن يملي أو يطلب».