دعا معالي الدكتور فهد بن عبدالله السماري الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز وعضو مجلس نظارة مركز بحوث ودراسات المدينةالمنورة باحثي وباحثات المدينةالمنورة والمهتمين بتاريخها وآثارها وجغرافيتها من كل مناطق المملكة العربية السعودية، وكذلك أهالي وسكان مدينة طيبة إلى التعاون مع مركز بحوث ودراسات المدينةالمنورة، وأكد أن درجة هذا التعاون والتفاعل تحدد درجة نجاح المركز في مهمته العلمية المقبلة بعد انضوائه تحت إشراف دارة الملك عبدالعزيز. ونفى السماري أن يكون المركز محجرًا للوثائق التاريخية والمخطوطات التي سيسلمها المجتمع المدني له، لكنه سيقوم بدور مرجعي، لا رقابي، على الإنتاج العلمي المقبل المتعلق بتخصصه وأهدافه. وأضاف: المركز يسعى إلى بناء شراكة مفتوحة مع المؤسسات العلمية، وكذلك الباحثين الأفراد، لا أن يكون منتجًا علميًا منافسًا، ما يؤدي إلى الازدواجية وتشتيت الجهود، بل سيكون عنصرًا يتكامل مع بقية الجهات المعنية بتاريخ المدينةالمنورة. وكان الدكتور فهد السماري يتحدث في كلمته لدى افتتاح “اللقاء التشاوري حول تاريخ المدينةالمنورة” الذي عقدته دارة الملك عبدالعزيز في المدينةالمنورة قبل أسابيع قليلة، بمشاركة ما يقارب المائة باحث وباحثة من المدينةالمنورة وخارجها، دعتهم الدارة ليشاركوا في هذا اللقاء، ووضع التصور لمستقبل العمل في مركز بحوث ودراسات تاريخ المدينةالمنورة، ووضع صيغة إدارية وعلمية للمركز تخلص لبناء انطلاقة قوية له في خدمة تاريخ المدينةالمنورة السياسي والاجتماعي والثقافي في مرحلته الثانية من تاريخه. وفي بداية اللقاء ناشد الدكتور السماري المشاركين توخّي الصراحة والموضوعية في مداخلاتهم، خاصةً أنه حقق في السابق رصيدًا جيدًا من خدمة تاريخ المدينةالمنورة في ظل محدودية إمكانياته، ودعا إلى الاهتمام بمناقشة مستقبله والإسهام بوضع الرؤية التي تأخذ بكل الجوانب لإنجاح رسالة المركز، وأكد على أن الهدف الأسمى والأهم للمركز هو توثيق تاريخ المدينةالمنورة -تأليفًا وشفهيًا وميدانيًا- وبكل نواحيه الاجتماعية والسياسية والثقافية والجغرافية، وليس الإنتاج العلمي وإصدار الكتب فقط. واستبشر الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز بموقع المركز في المدينةالمنورة بين جامعتين عريقتين في البحث العلمي والدراسات التاريخية، هما جامعة طيبة، والجامعة الإسلامية، كما بشّر بإنشاء قسم نسائي في المركز في القريب العاجل يخدم الباحثات في كل مناطق المملكة ويحفّز نشاطهن العلمي ويشجع على دراسات نسائية جديدة. من جهتهم نادى المشاركون في مداخلاتهم إلى تحقيق نقلة نوعية في مسيرة المركز تتجاوز القضايا المكررة والجوانب التاريخية المعتادة، مع أهمية إكمال مشروعات المركز السابقة التي توقفت لأسباب عدة، ومنها توثيق التاريخ الشفهي، وموسوعة تاريخ المدينةالمنورة، وتوطين الوثائق التاريخية، وتبنّي المركز لجائزة علمية سنوية، والمحافظة على آثار مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم من الإزالة والإهمال، وإعادة الأسماء القديمة للمواقع التاريخية وخاصة المرتبطة منها بنصوص شرعية، وأن تشمل أعمال المركز منطقة المدينةالمنورة بكل نواحيها ومدنها وموقعها التاريخية، والاهتمام بتاريخ المدينةالمنورة في العهد السعودي. هذا وقد أشار معالي الدكتور فهد بن عبدالله السماري إلى أن كل معطيات اللقاء من المداخلات والملاحظات والمقترحات ستُؤخذ في الاعتبار لتأسيس الرؤية الجديدة للمركز من خلال ورشة عمل خاصة ستنتهي إلى صياغة هذه الرؤية ومن ثم عرضها على لجنة علمية وبعض المختصين لإبداء الرأي الأخير فيها وعرضها على الجميع بوضوح حتى يتسنى بناء تعاون علمي واضح مع الوسط الأكاديمي المتخصص والمهتمين والمعنيين بتاريخ المدينةالمنورة. من جانبه دعا الشيخ صالح المغامسي (مدير مركز بحوث ودراسات المدينةالمنورة) في كلمته في هذا اللقاء إلى التعاون مع المركز في تحقيق أهدافه، مؤكدًا على أن المركز يمر بمرحلة جديدة بعد إشراف دارة الملك عبدالعزيز عليه، خاصةً أنه كان يعاني منذ تأسيسه عام 1418ه من عدم وجود رحم إداري وعلمي ومرجعية قوية تؤهله لمواصلة مسيرته العلمية والبحثية حتى وافق صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز على تولي رئاسة مجلس نظارة المركز وبنيابة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة وهذا ما سيعطي المركز زخمًا ودفعة نحو عمل جاد من ثمراتها هذا اللقاء التشاوري الذي يفصح عن رؤية جديدة للمركز ترتكز على التعاون مع الجميع.